قد تُؤجر أشجاره، ويُصدّر محصوله لدمشق.. قصة التين في إدلب


تعرف محافظة إدلب بـ "الخضراء" لاحتوائها على أشجار الزيتون دائمة الخضرة والتي تغطي كثيراً من أراضيها. ولا تقل شجرة التين شهرة في إدلب أيضاً، ولا ضير أن نطلق عليها بلد "التين والزيتون".

وتتركز زراعة التين بشكل أساسي في جبل الزاوية، وريف معرة النعمان، وبلدة سرمين، والنيرب، وأراضي إدلب المدينة، وكلاً من مناطق، كفرتخارم، وحارم، وسلقين، وريف جسر الشغور.


وبحسب الخبير الزراعي المهندس، يحيى التناري، فإن إجمالي عدد أشجار التين في محافظة إدلب حوالي 850 ألف شجرة؛ والمثمر منها 837 ألف شجرة.

وتحدث الخبير التناري لـ "اقتصاد" عن أصناف التين الموجودة وهي كثيرة وتختلف تسمياتها حسب كل منطقة، وذكر منها، الصفراوي ويستهلك طازجاً ومجففاً؛ والزعيبلي للاستهلاك المباشر وهو مبكر في النضج؛ الخضروي يستهلك طازجاً وهو صنف متأخر النضج؛ والحبشي أو السوادي وكعب الغزال وتستهلك كلها طازجة أيضاً.

ويقوم الأهالي بتجفيف التين على أغصان الشجر إلى أن يسقط لوحده؛ ومن ثم تعليبه وبيعه، وغالباً يصدر إلى دول الخليج العربي عن طريق تركيا.

ومن أشهر الأنواع المجففة، الأبيض أو الزهرة. وتعتبر الحرارة المثلى للشجرة المراد تجفيف حباتها 29-30 درجة.


ويقول التناري أن "زراعة التين تنجح في معظم الترب. ويفضل أن تكون الأراضي الطمية الصفراء الغنية بالجير، حيث تعطي زيادة في الإنتاح في حال إضافة الأسمدة المناسبة".

وتعتمد زراعة التين في إدلب على مياه الأمطار ونادراً ما يسقى المحصول، ولا تحتاج الشجرة سوى لقليل من التقليم من سنة لأخرى.

ويشكل موسم التين فرص عمل جيدة لكثير من الأهالي، فهو يحتاج إلى القطاف والتعبئة والشحن والتسويق.


وبحسب تاجر جملة من النيرب بريف إدلب؛ فإن الطازج من المحصول يصدر إلى العاصمة دمشق؛ وسابقاً إلى الرقة أيضاً وذلك قبل انقطاع طريق التجارة بسبب المعارك التي يشنها التحالف.

ويتراوح سعر كيلو التين بحسب التاجر، "الطازج من 250 إلى 300 ليرة سورية باختلاف نوعه؛ أما المجفف فقد وصل سعره في العام الفائت إلى 1000 ليرة سورية بسوق الجملة".

مضيفاً: "مع بدايات الموسم يفرغ المزارعون قرابة 2 طن يومياً في دكاني وأقوم ببيعها لدمشق".


"أبو حسن" مزارع من بلدة سرمين، قال لـ "اقتصاد": "تقدر حمولة الشجرة الواحدة الجيدة بقرابة 70 كيلو غرام".

متابعاً: "ولكن مع تقدم الشجرة بالسن يخف حملها؛ علماً أن شجرة التين لا تعمر أكثر من 50 سنة".

بينما يلجأ بعض المزارعين إلى تأجير أشجارهم ليخففوا عن أنفسهم أعباء الجني. وأوضح "أبوحسن": "تصل أجرة شجرة واحدة على الأقل إلى 25 ألف ليرة سورية".

ترك تعليق

التعليق