أهالي داريا وحلم العودة.. مؤشرات بطول الأمد، ووعود من حكومة النظام


تمكن السيد "محمود" (اسم مستعار) من رؤية مزرعته الواقعة في المنطقة الغربية لمدينة داريا، والتي غدت منذ نهاية آب الماضي خالية تماماً من سكانها بعد اتفاق وقعه الثوار لتسليم المدينة مقابل السماح لهم بالمغادرة نحو الشمال السوري.

سُمح لـ "محمود" كغيره من أهالي المدينة، بالدخول إلى أرضه، بهدف العناية بها وزراعتها. حرث الأرض وأصلح بئر الماء مستعداً للبدء بعملية الزراعة بينما كان المشهد أمامه غائماً بخصوص العودة الحقيقية إلى مدينته بعد 5 سنوات من التغريبة التي طالت وطال عذابها.

على مدار الأشهر التي تلت إخلاء المدينة، يعمل المكتب التنفيذي لمدينة داريا على المطالبة بعودة الأهالي. لكن حتى اللحظة لم نشهد خطوات ملموسة لتحقيق الحلم المنشود.


"قرابة 70 ألف نازح يعيشون هنا في الجديدة وصحنايا والكسوة والطيبة وكناكر وزاكية وغيرها من بلدات ريف دمشق"، يقول أحد أبناء داريا متحدثاً لـ"اقتصاد".

"الجميع يحلم بالعودة إلى المدينة، إنهم يعدوننا طوال الوقت بهذا الأمر"، يتابع الرجل الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.

شخص آخر من أبناء داريا قال لـ"اقتصاد"، إن مسألة العودة باتت قريبة. وبدا الرجل متفائلاً لسبب واضح وهو أن مدارس البلدة التي يقيم فيها قالت للأهالي إن عليهم أن يسجلوا أطفالهم في مدارس داريا العام القادم، حيث ستكون المدارس جاهزة، وسيعود الأهالي إلى مناطق عديدة.


خلال تقرير سابق لـ"اقتصاد" في العام الماضي، قال أحد الموظفين في الإدارة المحلية لحكومة النظام، إن عودة الأهالي لمدينة داريا ستكون بعد سنة. ومع أن السنة لم تنقض، لكن بات من المعلوم أن هذه المسألة لن تحسم في المدة المذكورة لأن وضع المدينة الخدمي سيء بشكل لا يوصف.

المكتب التنفيذي لمدينة داريا نشر عن العديد من النشاطات التي يقوم بها في المدينة منذ بداية 2017.

تم الانتهاء - وفقاً لإحدى التدوينات على صفحة المكتب في فيسبوك - من "تأهيل شبكة المياه في داريا. وكانت العقدة الأصعب في منطقة شارع حزقيل حيث الخنادق العميقة والعبوات المزروعة كون المنطقة كانت بتماس دائم. خلال أيام تكون المياه في كل مدخل بناء".


في شهر شباط من العام الحالي، قال المكتب التنفيذي لداريا، إن النظام سمح بدخول الأهالي الذين يمتلكون بيوتاً سكنية في المنطقة الشرقية للمدينة والتي تشمل منطقة المهايني وأول منطقة الداودية حيث يقدر عدد المنازل بحوالي 250 بيتاً. داعياً كل من يملك بيتاً في تلك المنطقة لمراجعة البلدية لبيان إمكانية الدخول.

بعد مدة من الزمن استصدر المكتب التنفيذي قراراً بالسماح للأهالي بدخول المنطقة الغربية لداريا لكن للزراعة فقط هذه المرة. أما المناطق المنظمة التي تحوي أبنية نظامية فالدخول إليها غير مسموح به حالياً.

بالنسبة للميزانية التي تم تخصيصها لتأهيل داريا بهدف عودة الأهالي إليها، قال المكتب التنفيذي إن المبلغ هو 30 مليار ليرة، مشيراً إلى أنه تم وضع أول مليار بالعمل المباشر، وتوزيعه على الفعاليات الخدمية من كهرباء وماء وغير ذلك.


يأمل عشرات الآلاف من نازحي داريا في العودة إلى مدينتهم التي تعرضت لأقسى أنواع الدمار والتخريب على يد النظام السوري. وبين وعود النظام ومرارة الانتظار، تذهب الأعمار سدى. لكن بالنسبة للكثير من أهالي داريا، العودة حق، والحق هو من سينتصر في النهاية!!

ترك تعليق

التعليق