إدلب.. البيرين والفحم في سباق مع حطب الزيتون
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 22 تموز 2017 --
- 0 تعليقات
مع نهاية فصل الشتاء الماضي، حلم "عابد" بتوسيع تجارته التي لا تتعدى تقطيع الحطب و بيعه لأهالي إدلب كل شتاء لقاء أرباح جيدة، متوقعاً أن تكون الأفضل في العام الحالي.
وبدا الشاب الثلاثيني مهموماً وهو يقطع جذع شجرة زيتون بمنشار البنزين فقد ارتفعت أسعار الحطب بكافة أنواعه وغدت تجارته أشبه بمن يراهن على المجهول.
تتنوع وسائل التدفئة التي يستخدمها أهالي محافظة إدلب لتشمل عدا المازوت، أصنافاً متعددة من الحطب والبيرين والفحم الحجري. وفي الأسواق الكبرى التي تختص ببيعها، شهدت جميع هذه الأنواع ارتفاعاً فاحشاً في الأسعار على الرغم من حلول فصل الصيف الذي كان يؤذن بانخفاض كبير في الأسعار، عادةً.
الزيتون يحلق عالياً
يُعتبر حطب الزيتون والسنديان أفضل الأنواع التي تُباع في أسواق إدلب، وتشهد رواجاً كبيراً بين الأهالي.
ويتميز هذان النوعان بمدة اشتعالهما الطويلة والحرارة العالية للجمر الذي يخلفه الاشتعال، لكن الحصول على الحطب من هذين النوعين بات ضرباً من المستحيل بالنسبة للكثيرين من أبناء المحافظة.
يفكر "عابد" في التوقف عن التجارة بالحطب لاسيما الزيتون والسنديان. ويقول لـ "اقتصاد": "كنت أنوي شراء 100 طن لبيعها في فصل الشتاء. لكن مع البحث في جميع الأسواق والمتاجر لم أتمكن من شراء أكثر من طنين من حطب الزيتون".
ويتابع: " تجاوز سعر طن الزيتون والسنديان 85 ألف ليرة. عند حلول الشتاء بكم سنبيع الطن؟!.. أعتقد أنه سيرتفع ليبلغ أكثر من 110 آلاف ليرة".
فحم وبيرين
جحيم الأسعار لم يتوقف عند الحطب فقط، بل طال العديد من وسائل التدفئة مثل البيرين والفحم الحجري.
وقال تاجر يبيع الفحم الحجري ويدعى "أبو رائد" لـ "اقتصاد"، إن مادة الفحم التي كان يستعملها البعض في التدفئة أصبحت شيئاً ثميناً ومكلفاً للغاية.
وأضاف: "للفحم الحجري أنواع. ارتفع الطن الواحد من النوع الأول إلى 70 ألف ليرة، بينما لم يقل سعر النوع الرديء عن هذا الرقم سوى بالقليل، رغم أنه يطلق رائحة كريهة ويعتبر بطيئاً في الاشتعال".
أما البيرين، وهو التفل الذي يتبقى بعد عصر الزيتون، ويُضغط عن طريق مكابس خاصة، فسجل رقماً يتراوح بين 65 و 70 ألف ليرة.
وقال "مصطفى" وهو أحد تجار البيرين لـ "اقتصاد"، إن سعر المادة تضاعف عن سعرها خلال السنة الماضية مع أن تكلفة صنعها لم تتغير أبداً.
التعليق