لم تمنعه إصابته من مواصلة العمل.. جريح سوري يحاول أن يُسمع صوته عبر "اقتصاد"


مرتدياً الكمامة الطبية، وبصوت خافت وغير مفهوم، يتواصل الأربعيني، عبدالله الزيدو، بصعوبة مع الركاب الذين يقلهم بسيارته (الميكرو باص) بين مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.

ورغم إصابته البالغة، يواظب على الجلوس خلف مقود سيارته، ولا يستكين للألم المبرح الذي يسكن جسده، "لا بد من العمل عوضاً عن مذلة السؤال"، يقول الزيدو.


يعود الزيدو مع حلول المساء إلى منزله بمدينة مارع متعباً، ليواجه مشقة من نوع آخر، "لا أستطيع تناول الطعام بالمطلق، ما عدا السائل منه"، يكرر عبارته على مراسل "اقتصاد" على أمل أن ننقلها لمن يستطيع مساعدته، "لا أستطيع تناول الطعام".

الزيدو يعاني من ضياع في فكيه العلوي والسفلي، وهو على هذا الحال، منذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين استهدفته وسيارته طائرة روسية بصاروخ موجه، أثناء تواجده على طريق حلب – غازي عنتاب الدولي.

بعد تعرضه للإصابة، جرى إسعافه إلى المشافي التركية، وتلقى العلاج لينجو من الموت المحقق بأعجوبة، لكن من دون أن يتماثل للشفاء.

يقول الزيدو، بعد أن زوّد "اقتصاد" بصوره بعيد تعرضه للإصابة، "عُرضت حالتي على المشافي في كل المدن التركية، وكان مفاد الرد أنه لا علاج لي هنا، وأن المكان الوحيد الذي أستطيع فيه تلقي العلاج هو في المشافي الألمانية".

ويضيف نقلاً عن أطباء عاينوا حالته الصحية، "تمتد فترة علاجي إلى أكثر من عامين، وخلالها سأخضع لعمليات جراحية كثيرة".

وعند سؤاله عن مساعدة السلطات التركية أثناء تلقيه العلاج قال: "أخبروني أن باستطاعتهم إرسالي إلى ألمانيا لكن بدون أن أصطحب عائلتي معي"، ومن ثم يتساءل: "كيف سأسافر كل هذه المدة وحيداً دون أطفالي وزوجتي".

ويناشد الزيدو، المنظمات الدولية الطبية، وكذلك السلطات التركية، وكل من له شأن بالجانب الطبي، بمساعدته في تلقي العلاج المناسب.

ويختم، "أتمنى أن يسمع العالم صوتي رغم نبرته الضعيفة، ولدي الأمل بأن أتماثل للشفاء".

ترك تعليق

التعليق