بعد إغلاق "بكداش".. ماذا قال مصنعو البوظة في دمشق لـ "اقتصاد"؟


بعد إغلاق محل "بوظة بكداش" الشهير، في سوق الحميدية بدمشق، أمس الأربعاء، استقصى "اقتصاد" آراء عدد من مصنعي البوظة والحلويات في العاصمة، تجاه التبرير الذي ساقته محافظة دمشق، في عملية الإغلاق.

وخُتم محل "بوظة بكداش"، بالشمع الأحمر، في دمشق. لتُنهي محافظة دمشق بذلك، مسيرة 122 عاماً من النجاح والشهرة، للمحل الذي شكّل علامة فارقة في العاصمة، ومقصداً للسياح الآتين إليها.
 
صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، كشفت عن صدور قرار مُحافظة دمشق بإغلاق متجر بوظة بكداش، ونقلت على لسان "عمار كلعو" عضو المكتب التنفيذي في المحافظة، مُبرراً قرار الإغلاق بوجود مُخالفات على صعيد خلط الفستق الحلبي بفستق العبيد واستخدام حليب البودرة المُجفف عوضاً عن الحليب العادي، مُضيفاً بوجود قذارة في قسم تحضير البوظة.
 
وجاء قرار الإغلاق بعد ضبط إحدى لجان "الشؤون الصحية في دمشق" لمخالفات محل بوظة بكداش، بحسب الصحيفة. وإلى الآن لم تصدر أية تصريحات أو تعليقات من صاحب محل البوظة الشهير.

ولدى استعراض آراء أصحاب بعض محلات تصنيع البوظة والحلويات في دمشق، قال بعضهم لـ "اقتصاد"، إنهم يعانون مشكلات كبيرة جراء نشاطات بعض موظفي الاستعلام الضريبي وموظفي الإنفاق الاستهلاكي، وتباين الأسعار ما بين كُلفة التصنيع وأسعار البيع، وانخفاض القوة الشرائية. وتلك أسباب ستؤدي إلى إغلاق كافة محال تصنيع البوظة والحلويات بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" (ج، ع)، صاحب إحدى متاجر صناعة الحلويات في حي التجارة بدمشق.
 
وأردف المصدر مُصوراً أعباء مُصنعي البوظة والحلويات، بأن سعر كيلو الفستق الحلبي بلغ 7500 ليرة سورية، في حين كان سعره قبل عام 2011، 500 ليرة فقط، ناهينا عن تكلفة الكهرباء التجارية التي لوحدها تستنزف صاحب العمل.

حكومة النظام أنهكت أصحاب المصالح التجارية بالضرائب العشوائية التي يُقيّمها موظفو الاستعلام الضريبي، فإن لم يجدوا ثغرات في دفاتر حسابات المحل، وجّهوا جهودهم لإثبات وجود خلل في النظافة أو الغش دافعين أصحاب المصالح التجارية العاملين برغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة إلى إغلاق مصالحهم بحسب ما ذكره لـ "اقتصاد"، (م، م)، صاحب متجر لتصنيع البوظة والحلويات في باب مصلى بدمشق.

وقال المصدر المشار إليه أعلاه، مُتسائلاً، "هل هكذا يُكافئ من بقي مُحافظاً على عمله ومكانته بين أصحاب المهنة طيلة فترة الحرب؟".

يُذكر أنّ بكداش من أشهر محلات البوظة الشامية العربية، وارتبط اسمه بسوق الحميدية الشعبي التراثي. تأسس عام 1895 في سوق الحميدية بدمشق القديمة، على يد "محمد حمدي بكداش"، وأصبح أول وأشهر متجر لبيع البوظة بعد أن كان محلاً لبيع عصير الليمون. وعلى مدار سنوات طويلة حجز مكانه في مقاصد السياح، وذاع صيته بينهم، ليصبح علامة فارقة في العاصمة دمشق. وبعد انطلاق الثورة السورية افتتح عدة فروع له في الدول المجاورة.

ترك تعليق

التعليق