كيف استقر سعر الغاز في إدلب؟


في منتصف أيار الماضي مارست إحدى الفصائل رقابة مركزية على شراء وتوزيع مادة الغاز شمالي سوريا، فماذا كانت النتيجة؟

الجهة المنفذة، وهي "هيئة تحرير الشام"، والتي تعتبر إحدى أكبر فصيلين في الشمال السوري، قدمت حلاً لأزمة الغاز المتفاقمة عن طريق شرائها من حماة (المصدر الرئيسي للمحروقات)، وبيعها لأشخاص معتمدين في كل منطقة. ويجري البيع عن طريق التسجيل، حيث يخصص لكل بلدة كمية معينة من الغاز.

مع مرور قرابة شهرين على البدء بتنفيذ هذه الخطة، يقول سكان وتجار من محافظة إدلب إن الأزمة باتت في طريقها نحو الحل في الوقت الراهن على الأقل.

يعمل "أبو ممدوح" في تجارة البنزين والمازوت النظامي والغاز في ريف محافظة إدلب الشرقي.

كان العديد من جرات الغاز معروضاً أمام متجر أبو ممدوح بينما تحدث لـ "اقتصاد" عن توفر هذه المادة بشكل اعتيادي.

"لا يزال العمل على الخطة السابقة. هناك مركزان معتمدان في كل مدينة للتوزيع. التغى العمل بنظام الدور نظراً لتوفر المادة بشكل دائم. يعمل المركزان الرئيسيان على توزيع الغاز إلى مراكز فرعية مثل المتجر الذي أعمل فيه".

الغاز سابقاً تجاوز 16 ألف ليرة

تحصل المساحة المحررة التي تشمل محافظة إدلب وأجزاء واسعة من ريفي حلب وحماة على جرات الغاز المضغوطة من معبر أبو دالي بحماة، حيث يأتي من مناطق سيطرة النظام عبر المعبر المذكور، ثم يوزع على كافة بلدات ومدن الشمال السوري.

وتجاوز سعر أسطوانة الغاز قرابة 16 ألف ليرة سورية في فترات سابقة، لكنه سرعان ما انخفض ليشهد السعر بعد ذلك اضطراباً ملحوظاً.

وقبل تنفيذ خطة التوزيع الراهنة كان السعر غير مستقر، حيث ينخفض سعر الأسطوانة الواحدة إلى 8 آلاف اليوم، وفي الغد يرتفع فجأة إلى 12 ألف ليرة.

سعر مستقر

حددت الجهة العاملة على خطة توزيع الغاز سعر تبديل الأسطوانة الواحدة بـ 7800 ليرة سورية، لكن مع توفر المادة وضعف الطلب عليها تقلص السعر إلى 6800 ليرة.

وقال تاجر من محافظة إدلب و يدعى "محمود" لـ "اقتصاد": "أحياناً ينخفض السعر إلى 6600 ليرة، أعتقد أنه لو تم ترك العمل بالمشروع الحالي فإن الأسعار سوف ترتفع فوراً".

وأضاف: "جرة الغاز ستبلغ 10 آلاف ليرة بين يوم وليلة".

يأتي الغاز من مناطق سيطرة النظام عبر معبر أبو دالي ليستقر في سوق معارة في محافظة إدلب.

وفي سوق معارة يوحد وزن كل أسطوانة على 24 كيلو غراماً، حيث تباع إلى أصحاب التراخيص بسعر موحد أيضاً ليبيعوها في مراكزهم بسعر 6800 ليرة.

ورغم استقرار السعر في الوقت الحالي، إلا أن العديد من سكان المنطقة يساورهم القلق من ارتفاعه في فصل الشتاء، كنتيجة طبيعية لزيادة الطلب عليه.

وقال "حسن"، وهو أحد سكان إدلب، "نأمل ألا يرتفع السعر في المستقبل، الأمر يتوقف على عدم السماح للتجار الكبار باحتكار هذه المادة".

ترك تعليق

التعليق