ثلاثة أنواع للسرقات في حمص.. الكيفية والمتورطون
- بواسطة محمد الأمين - خاص - اقتصاد --
- 16 تموز 2017 --
- 0 تعليقات
تعيش مناطق سيطرة النظام فوضى أمنية عارمة، فضلاً عن فوضى السلاح وتسلط الشبيحة وميلشيات موالية للنظام على مفاصل الحياة الاجتماعية، التي جعلت من التجاوزات الأمنية والأخلاقية وتفشي الجرائم، تفصيلاً حياتياً لا يغيب عن مناطق أقل ما يمكن وصفها بمناطق حكم "الغابة". هذه الظواهر الأمنية، لم تستثن أحياء حمص التي باتت تسجّل يومياً، سرقة لمحل ما أو منزل أو أي ممتلك من ممتلكات الأهالي، وفقاً لشهادات عيان حصل عليها "اقتصاد".
يبدأ الناشط نبيل الأحمد (اسم مستعار) المقيم في إحدى أحياء المدينة، حديثه لـ "اقتصاد"، مقسماً أنواع السرقات التي تشهدها المدينة إلى أقسام، يقول: "أبرز أنواع السرقات تلك التي تكون في وضح النهار وهي غالباً ما تكون في الأحياء التي تلاصق حي (الزهراء) الموالي، معقل (الشبيحة)، حيث تدخل مجموعات بيوتاً غير مسكونة أو فارغة بشكل مؤقت بحجة التفتيش دون إذن رسمي أو غير ذلك، يكون محط هدفهم من السرقة أشياء غالية الثمن وخفيفة ومحدودة الحجم من (أجهزة محمولة، ذهب، نقود)".
ورصد "اقتصاد" خلال الشهر الماضي ثلاث سرقات في حيي (كرم الشامي والنزهة). وأكد حدوث السرقات بعض الأهالي، كان منهم "سامر، ج" حيث أوضح خلال حديثه أن حالات السرقة كانت لمنزلين غير مسكونين بحكم زيارات مؤقتة، والحالة الثالثة منزل لسيدة في الـ80 من العمر. ولم تقتصر السرقات وفقاً لـ"سامر" على منازل الأهالي، إنما طالت أيضاً المحال التجارية وعلى وجه الخصوص محال الذهب. وفي الأحياء المذكورة سُجلت عشرات السرقات خلال العام الجاري.
ويتابع الناشط (الأحمد) قائلاً: "أما النوع الآخر من السرقات تكون من شباب يترددون على مجموعات الشبيحة، وغالباً ما يكونون منتسبين للدفاع الوطني بصفة غير معلن عنها، متحاشين الظهور الاجتماعي بين الناس، ولكن بشكل أو بآخر التغطية تكون من قبل عناصر الدفاع والشبيحة، ويتركز نشاطهم على الأحياء المعروفة بمعارضتها للنظام بالخفاء، وهذه الحجة كفيلة لكي يتسنى لهم الانتقام، كما أن عملهم ينشط ليلاً".
وكان أحد ضحايا هذه العصابات، منزل عروسين جديدين، حيث تمت السرقة تحت تهديد السلاح، وتم سرقة أجهزة الموبايل بالإضافة إلى مصاغ العروس وبعدها تم تقييدهم بالحبال حتى الصباح، كما نقل (الأحمد) عن جيران العروسين، وأوضح أن من غير الممكن أن تحدث هذه الظواهر إلا بمباركة وتغطية عناصر الدفاع الوطني.
ويضاف إلى تلك الأنواع من السرقات (سرقة السيارات) وعلى وجه الخصوص (كيا فورتي)، حيث سجل حي المحطة سرقتين خلال يوم واحد من هذا الطراز، حسب ما حدّثنا أحد أهالي الحي (فضل عدم الكشف عن اسمه) ورجّح خلال حديثه أن سبب التركيز على هذا النوع من السيارات سهولة اختراقها وفتحها، وأضاف: "كثافة الحواجز الأمنية داخل المدينة والتدقيق على الأوراق الرسمية للسيارة وهوية صاحبها يؤكد أن المتورط الأساسي في السرقة هم الشبيحة بالتنسيق مع عناصر الحواجز، وهي غالباً تكون في نوبات معينة يشرف عليها ضباط محددين، فالسرقات المسجلة كان موعدها تحديداً مع أذان المغرب".
كشف محدثنا (الأحمد) أنه بات من السهل تصريف القطع المسروقة وخاصة المنزلي منها، حيث أنها تباع كقطع مستعملة في سوق يسميه بعض الحماصنة (سوق التعفيش) يتركز قرب مسبح تشرين في حي (عكرمة) الموالي، كان في السابق سوقاً تباع فيه أدوات مستعملة، لكنه أصبح بعد ظهور السرقة ورواجها بشكل كبير، سوقاً لتصريف المسروقات، بالإضافة لما تمّ (تعفيشه) من حي الوعر، إذ لم يستثني الشبيحة من عمليات السرقة، حتى بلاط المنازل والتمديدات الكهربائية. كما ويتم تصريف بعض المسروقات عبر شبكات من تجار الشبيحة إلى مدن أخرى، وخصوصاً مدن الساحل السوري، لكي تباع بقيمة أفضل.
يقول "أبو باسل" من سكان حي الوعر، مقيم في حي النزهة: "إن هذا النوع من الأسواق وجد رواجاً له، في ظل ارتفاع الأسعار الكبير الذي تعيشه باقي الأسواق. ففي هذا النوع من الأسواق، قيمة القطعة لا تتعدى نصف القيمة الحقيقية، مما شجع الأهالي على الإقبال عليه".
التعليق