بدون تمثيل سياسي أو إغاثي.. المهجرون الفلسطينيون في إدلب، يئنون تحت وطأة الفقر


يعيش المهجرون الفلسطينيون في محافظة إدلب أوضاعاً صعبة بعيداً عن رعاية المنظمات الإنسانية في ظل غياب التمثيل من أي نوع كان، لعشرات الفلسطينيين الذين ركبوا حافلات التهجير منذ نهاية العام 2016 من مناطق متفرقة حول دمشق.

ويبلغ عدد العائلات الفلسطينية التي استقرت في إدلب منذ نهاية العام الماضي قرابة 300 عائلة وفقاً للإحصائية التي قدمها الناشط الميداني "محمد سعدي". كما يستقر على أرض المحافظة قرابة 50 أسرة فلسطينية أتوا من مخيمي حندرات والنيرب من حلب.

"سعدي" الذي يعمل في تخديم المهجرين الفلسطينيين في إدلب ويعتبر أحد النشطاء المشرفين على الحالة الفلسطينية في الشمال السوري قدم معلومات هامة حول الوضع في إدلب. وقال "سعدي" لـ "اقتصاد": "أغلب العائلات الفلسطينية هجرت خلال الأشهر الماضية من مخيم خان الشيح إضافة لوادي بردى والقابون. هم يتوزعون في مدينة إدلب وفي الريف، وينتشرون على طول المحافظة وعرضها".

وفقاً للمعلومات التي أدلى بها "سعدي" لـ "اقتصاد"، بعض العائلات تسكن المخيمات وهم قلة نظراً لكون أغلب الفلسطينيين حصلوا على بيوت بالإيجار. لكن أحداً من هؤلاء المهجرين لم يتمكن من تأمين فرصة عمل حتى الآن، بل لا يتعدى مصدر دخلهم سوى مساعدات تأتيهم من بعض المؤسسات. لذلك فوضعهم المادي صعب جداً.

لا وجود لتمثيل سياسي خاص بالفلسطينيين في إدلب. ويشير مصدرنا إلى تواجد جمعية تقدم الدعم الإغاثي فقط هي جمعية (غراس الشام) التي كان يطلق عليها (الإخاء) سابقاً، وهي مقربة من حركة حماس، وتمثل المهجرين من الناحية الإغاثية فقط.

"طبعاً، الدعم غير كافي وحالهم كحال إخوانهم السوريين من ألم وفقر وحرمان وتهجير"، يعلق محمد سعدي على الوضع المعيشي والاجتماعي للمهجرين الفلسطينيين.

ويتابع: "لا توجد منظمات فلسطينية عاملة على الأرض لا بالمعنى السياسي ولا الإغاثي سوى الجمعية التي تحدثت عنها. الدعم الذي قدم للمهجرين عبارة عن فرشات وحصر وحرامات ومدافئ، ثم دُفع لهم أجرة منازلهم لثلاثة أشهر، وسلة غذائية لمرتين. فقط، هذا كل ما قدم".

في سياق متصل قالت "شبكة المخيمات الفلسطينية" إن مناشدات وصلتها من لاجئين فلسطينيين أبرزهم من أبناء مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين الذي غادروا المخيم قسراً نحو إدلب؛ تتحدث عن معاناتهم في الشمال السوري في ظل انعدام فرص العمل ومصادر الدخل ما يجعل أوضاعهم مزرية للغاية.

وتحدثت الشبكة عن نزوح 150 عائلة فلسطينية من مخيم خان الشيح إلى محافظة إدلب وريفها، 35 منها تابعت طريقها عبر التهريب ووصلت إلى تركيا ظناً منها أن الظروف ستكون أفضل حالاً مما هو عليه في الأراضي السورية، لتصطدم بواقع مرير للغاية.

وقالت الشبكة إن مجموعة من المؤسسات الخيرية العاملة في المنطقة تقوم بتوزيع الطرود الغذائية على مهجري خان الشيح كل شهر ونصف في مدينة إدلب. وأما في الريف؛ فيشكوا المهجرون إلى البلدات والقرى قلة توزيع المساعدات بسبب عدم وجود مؤسسات إغاثية فيها.

ترك تعليق

التعليق