بالصور: خزانات مائية تتحول إلى مسابح بريف حمص


في لهيب الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في محافظة حمص، تصبح المسابح ملاذاً وحاجة ضرورية لمواجهة موجة الحر. وقرى وبلدات ومدن ريف حمص الشمالي المحاصر لا يوجد فيها مسابح نظامية، وإنما هناك عدد من الخزانات البيتونية الأرضية، والتي كانت مخصصة لسقاية أشجار الزيتون في فصل الصيف قبل عام 2011م، تحولت الآن إلى مسابح يرتادها العشرات من أطفال وشباب ريف حمص المحاصر.


ومن خلال جولة ميدانية قام بها فريق "اقتصاد" في ريف حمص، لاحظ أن جميع هذه المسابح تفتقر إلى أدنى المقومات والشروط التي يجب أن تتوفر في المسابح النظامية، وأهمها تعقيم المياه بمادة الكلور.


وأكد مراسل "اقتصاد" أن هذه الخزانات الأرضية تحولت إلى مشاريع مُدرة للربح الوفير، حيث تراوحت أسعار الدخول إليها في منطقة الحولة ما بين 200 - 300 ليرة لمدة ساعتين، مشيراً إلى أن هذه البرك المائية، تشهد اقبالاً كثيفاً غير مسبوق هذا الصيف.


كما لاحظ فريق موقع "اقتصاد"، من خلال زيارته لأكثر من موقع، أن معظم رواد المسابح من أطفال وشباب، يجهلون الأمراض المشتركة التي تنتقل إليهم من مياه المسابح، والتي تفتقر إلى الكثير من المقومات الصحية، إضافة إلى غياب الرقابة الصحية عليها.


"ماهر"، أحد رواد هذه المسابح قال لمراسل "اقتصاد" في ريف حمص: "بسبب الحصار والقصف اليومي منذ 7 سنوات، الشباب والأطفال بريف حمص الشمالي يجدون ضالتهم في هذه الخزانات المائية، ولا يسألون عن نظافة المياه، وهل هي معقّمة أم لا، وكم مرة يتم استبدال مياهها في الأسبوع". مضيفاً بأنه لم يتعرض لأي حالات مرضية منذ أن بدأ الذهاب إلى المسبح.


 أما "أسامة"، المحب جداً لرياضية السباحة، يرى أن الدافع وراء ذهابه إلى خزانات المياه، هي موجات الحرارة المرتفعة التي تضرب ريف حمص هذا العام، إضافة إلى أن السباحة رياضة ممتعة ومفيدة للجسم وتمضية وقت مسلٍ برفقة الأصدقاء والخروج من أجواء القصف والتدمير.

بيئة مثالية للأمراض

لا شك أن المسبح، أحد الأنواع الرياضية المهمة ووسيلة ترفيه وتسلية، إلا أنه يعتبر بيئة مثالية لانتقال الأمراض بسبب العصيّات الكولونية التي تدخل الفم نتيجة عدم تعقيم المياه بالكلور، هذا ما أكده طبيب الداخلية "الدكتور عبدالله"، حيث قال: "عدم تعقيم المياه، يسبب العديد من الأمراض الجلدية والتحسسية والتهاب العين وغيرها".


ونصح الدكتور عبدالله رواد المسابح بريف حمص الشمالي بعدم ابتلاع المياه أثناء السباحة حفاظاً على صحتهم، والاستحمام فور وصولهم لمنازلهم.


ترك تعليق

التعليق