أسعار البطاطا تكاد تنهار في ريف حلب الشمالي.. لماذا؟


على غير المعتاد في مثل هذه الأيام من كل عام، انهارت أسعار البطاطا خلال الأسبوع الأخير، في أسواق ريف حلب الشمالي، ووصل سعر الكيلو إلى ما دون الـ100 ليرة سورية في أسواق المفرق، بينما وصل سعر الكيلو الواحد في أسواق الجملة (سوق الهال) إلى ما دون الـ80 ليرة سورية للكيلو الواحد، وسط تذمر من المزارعين.

وعزا تجار تحدث إليهم "اقتصاد" انخفاض أسعار البطاطا في موسمها، إلى عوامل عدة، أبرزها غياب أسواق التصريف ومحدوديتها، وارتفاع أجور النقل، وكذلك ارتفاع أجور التخزين بالتبريد، وإلى زراعة البطاطا بكميات كبيرة في المحافظات التي كانت تعد سوقاً للتصريف فيما مضى.

وأوضح تاجر، أن للحرب في مدينة الموصل وما نجم عنها من تهجير سكانها، كان له الأثر البالغ على انخفاض أسعار البطاطا، وبيّنوا أن المدينة كانت تعد من أهم أسواق التصريف.

وقال آخر لـ"اقتصاد"، "في الموسم الماضي كانت أجور نقل كيلو البطاطا الواحد إلى المحافظات الشرقية لا تتجاوز الـ6 ليرات سورية، أما اليوم فتصل هذه الأجور إلى20 ليرة سورية".

وشرح التاجر سبب ارتفاع أجور النقل من الأسواق المحلية إلى محافظة الحسكة التي تعتبر بمثابة السوق الوحيدة للتصريف، فقال "تصل أجور شاحنة البراد بحمولة 30 طن إلى حوالي 600 دولار، وكذلك تتقاضى الحواجز بمختلف الأطراف ما مجموعه 400 دولار، وبذلك تصل تكلفة نقل الكيلو الواحد إلى نحو 20 ليرة سورية".

وأضاف، "وكذلك تبلغ تكلفة حفظ وتبريد كيلو البطاطا الواحد في وحدات الخزن والتبريد المحلية لفترة 3 أشهر، 30 ليرة سورية، وهي تكلفة مرتفعة، ولذلك يحجم التجار عن المتاجرة بهذه السلعة".

من جانبه أكد، علي الناصر، مزارع بطاطا بريف حلب الشمالي، أن تكلفة إنتاج كيلو البطاطا الواحد تقارب الـ80 ليرة سورية، وهي تكلفة مرتفعة بالنظر إلى ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والبذار والمبيدات والأدوية وكذلك أجور اليد العاملة.

وقال الناصر بلهجة محلية لـ"اقتصاد"، "كل همنا في هذا الموسم أن لا نتكبد خسائر كبيرة، وسعيد الحظ فينا من يخرج برأس ماله".

وحسب الناصر، فإن محصول البطاطا زرع في غالبية المحافظات السورية، مثل ريف حمص وإدلب وحماة ودرعا وغيرها من المحافظات التي توقفت فيها زراعة البطاطا في السنوات الأخيرة.

هذا ويعتبر ريف حلب الشمالي من المناطق الأكثر إنتاجاً لمحصول البطاطا على المستوى السوري ككل.

ترك تعليق

التعليق