ذوبان إسفلت الطرقات في سراقب.. هل الحرّ وحده المسؤول؟

أدى ارتفاع الحرارة الشديد إلى ذوبان مادة الزفت في شوارع مدينة سراقب بريف إدلب ما أدى لإغلاق طرقات والإنذار بحصول حوادث.

وأثار هذا الأمر سخط الأهالي؛ فهذه الظاهرة بدت متكررة في طرقات سراقب ولم تكن المرة الأولى التي يذوب فيها الزفت.

وقال ناشطون إن الطرقات تعاني من مشاكل متكررة منها ذوبان الزفت، وليست الحرارة الزائدة هي المسؤول الوحيد، فلقد تكررت الحادثة مرات قبل موجة الحر التي تشهدها المنطقة.

وعلق أحد سكان سراقب ممتعضاً: "لو بقي الطريق على البحص ولم يتم تزفيته؛ لكان أفضل".

حول هذا الموضوع التقى "اقتصاد" المهندس محمد محمود العلكة، رئيس مكتب الخدمات في مجلس سراقب المحلي؛ والذي أوضح بدوره أن الزفت لا يذوب لأن المجبول الزفتي هو عبارة عن مزج مواد بحصية ذات تدرج حبي مع مادة نفطية اسمها MC1 وتعرض لدرجات حرارة كبيرة جداً في المجبل وينتج المجبول الزفتي.

لافتاً إلى أن السبب في ذوبان الزفت يرجع لأمرين، فلقد نُفذ المشروع في فصل الشتاء وبدرجات حرارة متدنية وبالإضافة إلى عدم توفر المخابر لعمل تجارب على المواد المكونة للمجبول.

مضيفاً: "وأثناء العمل كانت الآليات والسيارات تمشي على طبقة الأساس MC 0 وتلتصق بالعجلات وتمشي على المجبول وتكون طبقة من الزفت، ومن ثم ارتفاع درجة الحرارة، أدت لذوبانها".

وأشار المهندس العكلة أن المشروع نُفذ من قبل صاحب مجبل زفت وله باع طويل في هذا المجال، يدعى "باسم معمار" من منطقة معرتمصرين، وتم تكليفه عن طريق مناقصة قام بها المجلس.

وعلم "اقتصاد" أن الآليات بدأت منذ يومين بإصلاح وقشط المساحات المتضررة وتنفيذ المجبول للأماكن المقشوطة.


واشتكى مواطنون من أن المشكلة كانت ظاهرة أثناء التزفيت وكان من الممكن تلافيها وهي "عدم وضع مادة الفيول تحت طبقة الإسفلت، وهو خلل قد يجعل الإسفلت قابلاً للإزالة".

وأوصل "اقتصاد" الشكوى للمهندس محمد العكلة فأجاب بالقول: "بالعكس تماماً زيادة MC0 تحت المجبول كان لها أثر فعال في ظاهرة النزيف وصعود الكميات الزائدة نحو الأعلى".

مؤكداً: "كان العمل في فصل الشتاء ودرجات الحرارة لامست خمسة درجات فوق الصفر وعند رش mc0 كان يتجمد فوراً بكميات أكثر من اللازم فعند ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى انحلال المادة وصعودها للأعلى طبعاً".

"هذا فقط في الشوارع التي ظهر فيها هذا الخلل، أما الشوارع الباقية فلم يظهر فيها أي خلل"، أوضح العكلة.