كيف استثمر الشباب السوري الربح من الانترنت؟


مازال مجال العمل وكسب العيش من خلال الانترنت ضعيفاً في عالمنا العربي مقارنة بالغرب. لكن مع ظهور جيل عربي منفتح على الأجهزة الذكية أصبح أكثر معرفة بهذه الأعمال وأكثر خبرة، ومنهم الشباب السوري.

حول هذا الموضوع حاور "اقتصاد" الشاب السوري، هادي الأشرف، الذي أكد أنه منذ خروجه من سوريا بدأ الدخول في عالم الانترنت والفيسبوك، لأن النظام كان يضيق على هذه الأمور على حد وصفه.

 وبدأ هادي بعمل صفحة باسم "أمسيات حمصية"، بعد وصوله للأردن، وبدأ ينشر فيها فيديوهات عن تراث حمص الشعبي، ثم انتقل لإنشاء قناة على يوتيوب، ومن هنا اطلع على موضوع الربح عن طريق السماح بعرض إعلانات على قناته، فقد وصل عدد المشتركين في قناته إلى 3000 مشترك، وعدد الفيديوهات إلى ما يفوق 1400 فيديو، وقد حصد مشاهدات تعدت الـ 100 ألف مشاهدة.

وأردف قائلاً بأنه يعمل ومكتفٍ مادياً، ولا يفكر حالياً بالتكسب من قناته على يوتيوب، لكنه يفكر فعلياً بالاستثمار والربح من قناته مستقبلاً من أجل تطوير العمل بها وتشكيل فريق عمل يطور القناة ونوعية الفيديوهات وهذا يكلف المال الكثير.

وقد أوضح الأشرف أن لديه الكثير من الأصدقاء السوريين الذين لديهم مدونات على الانترنت بمواضيع مختلفة يجنون الأرباح من خلال عرض الاعلانات عليها، لكن ليس لديهم الخبرة الكافية في ذلك، والدخل ضعيف جداً.

وفي السياق نفسه، حاور "اقتصاد" مقدم البرنامج الناقد "حمصود"، عبد الرحمن دندشي، الذي أوضح أنه قبل 5 سنوات لم يكن يعرف الكثير حول موضوع الربح من الانترنت واليوتيوب، وذلك لأنه كان محجوباً في سوريا، وبعد خروجه من البلاد، بدأ الدخول في هذا المجال والتعلم والمحاولة، فمرة يفشل وأخرى ينجح، لمدة 3 سنوات، حتى تمرس وأصبحت لديه خبرة جيدة جداً، وافتتح قناته الخاصة على اليوتيوب.

يضيف دندشي أن قناته تعالج نقد الدراما السورية، وقد حققت نسبة عالية من المشاهدين، وعدد كبير من المشتركين. في البداية كانت الأرباح قليلة جداً، وكان لا بد له من عمل يكسب منه رزقه، لكن في الفترة الأخيرة تحسن الوضع، واستطاع التعاون مع فريق عمل كامل لتطوير برنامجه على اليوتيوب.

وأشار إلى أن هذا الموضوع يحتاج الى صبر، وهذا سبب إعراض كثير من الشباب السوري عن هذه التجربة، وذلك لطول فترة جني الفائدة وعدم ثقتهم بأنه أصلاً ستكون هناك نتيجة، والمجتمع المثبط له دور، لأنها ما زالت مهنة غريبة على مجتمعنا.

وقد أوضح الدندشي أنه يعرف عدداً جيداً من الشباب السوري الذي يجني المال من المتجر google play عن طريق صناعة تطبيقات والاستفادة منها مادياً، ومن الاعلانات عليها، وهم في تقدم مستمر.

بينما أوضح الخبير بالتسويق الالكتروني، السوري طارق عبد الواحد، بأن الشباب السوري في السنوات الأخيرة أثبت جدارة كبيرة في مجال الربح من الانترنت وذلك من خلال العمل في تصميم المواقع، وغيرها من تأسيس شركات كبيرة وناجحة للبيع عبر الانترنت، حتى أن بعضهم حصد جوائز في المسابقات العالمية في هذا المضمار.

وأوضح عبد الواحد أن النت باب مفتوح لأي شخص يملك اختصاص العمل من خلال الانترنت، ومجالاته أصبحت أكثر من أن تحصى، وخاصة بعد هجرة السوريين إلى دول الجوار وأوروبا، وهذا ما زاد خبرتهم وفتح أمامهم الأفق لتطوير أنفسهم.

وقد ختم عبد الواحد حديثه لـ "اقتصاد" بأن مجال العمل والتكسب من الانترنت أكبر مما نتخيل، فاليوتيوب وغوغل جزء منه، وهناك من يعلِّم عن طريق الانترنت أو يكتب المقالات أو يقدم خدمات وهو جالس في منزله، وهذه تفتح فرصاً للعمل لا حصر لها.

ترك تعليق

التعليق