الكرملين مُتهم باغتيال مصرفي روسي فضح نظام الأسد


كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، الأحد، أن المصرفي الروسي الكسندر بيريبيليشني، والذي يُعتقد أنه اغتيل تسمماً على أيدي روس، كان متورطاً في عملية مالية سرية بين موسكو ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وبيريبيليشني، الذي قُتل في ظروف غامضة بعد كشفه عملية احتيال ضرائبي تورّط بها مسؤولون حكوميون روس، كان يتعامل مع شبكة من شركات "أوفشور"، تقول الولايات المتحدة إنها تقدّم دعماً لنظام الأسد.


وكشفت الصحيفة البريطانية عن وثائق تظهر أن شركة سويسرية يديرها بيريبيليشني، قد أرسلت أكثر من مليوني دولار إلى شركة "Balec Ventures" الضرائبية التابعة لعيسى الزيدي، وهو رجل أعمال روسي من أصل سوري. والزيدي وُضع على قائمة عقوبات وزارة الخزنة الأميركية عام 2014، لارتباطه بالبرنامج الكيماوي السوري.

وتظهر الوثائق أيضاً معاملات مصرفية وعقوداً مالية بملايين الدولارات بين شركة الزيدي وعدد من المؤسسات والشخصيات السورية، التي جمدت الحكومة الأميركية أرصدتها، بسبب دعمها لنظام الأسد.

وهرب بيريبيليشني إلى المملكة المتحدة بعد فضحه لدور شركته "Quartell Trading"، في عمليات غسل أموال لرجال مافيا روس على علاقة وطيدة بالكرملين. وتوفي المصرفي مُسسماً قرب منزله في بريطانيا عام 2012، وعُثر في معدته على بقايا نبتة "Gelsemium elegans"، وهي مادة يستخدمها عادة القتلة الروس في عمليات الاغتيال. لكن الشرطة البريطانية قالت إن وفاة بيريبيليشني "لا شُبهة فيها"، بالرغم من تلقي الأخير تهديدات بالقتل، وسحبه ملايين الجنيهات من حساب التأمين على الحياة في الأشهر التي سبقت وفاته. كما تم العثور على اسمه ضمن "قائمة القتل" في موسكو.

لكن اكتشاف تورّط بيريبيليشني في العمليات المالية السرية بين دمشق وموسكو، قبل أن يفجّر فضيحة الاحتيال الضرائبي، سيثير أسئلة جديدة حول ظروف مقتله. وقال النائب العمالي بن برادشاو لـ"ذا تايمز" إن هذا الأمر "يثير من تساؤلاتنا" حول الرواية الأصلية التي تقول إن المصرفي الروسي توفي لأسباب طبيعية، مشيراً إلى أن ارتباطه ببرنامج الأسد الكيماوي "يشكل دافعاً آخر لقتله". وعبّر برادشاو عن قلقه من عدم تعامل الأجهزة الأمنية البريطانية بجدية مع ظروف مقتل بيريبيليشني.

وتابعت الصحيفة، أنه في وقت سابق من حزيران/يونيو الماضي، قدّم جواسيس أميركيون معلومات إلى جهاز المخابرات البريطانية MI6، تفيد بأن بيريبيليشني "ربما اغتيل بناءً على أوامر من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مباشرة، أو أشخاص مقربين منه"، فيما جاء في تقرير صادر عن مدير مكتب المخابرات الوطنية الأميركية أن "هنالك ثقة عالية" بأن عملية قتل بيريبيليشني قد وافق عليها بوتين.

وبحسب مصادر استخباراتية غربية، فإن لندن حريصة على عدم إشعال أي توتر مع موسكو، بعد قضية مقتل عميل الـ"KGB" الروسي الكسندر ليتفينينكو بالتسمم الإشعاعي في لندن عام 2006، وتضيف المصادر أن اتهام بريطانيا لأشخاص روس بقتل بيريبيليشني قد يؤذي العلاقات مع الكرملين.

وتم انتقاد بريطانيا أيضاً بإعطائها أولوية لتدفق "الأمول الروسية القذرة" إلى لندن. وقال الرئيس السابق لمكتب الأمن الوطني لمكافحة الإرهاب البريطاني كريس فيليبس: "من الواضح جداً أن (مقتل بيريبيليشني) كان اغتيالاً"، وأضاف "على عكس ليتفيننكو، يبدو أن هذا هو الرجل الذي لا يريدون أن يعرف الناس عنه".

ترك تعليق

التعليق