حلب.. "اقتصاد" يرصد أجواء العيد في المدينة، وأسعار متطلباته


رغم الارتفاع الكبير للأسعار في أسواق مدينة حلب، إلا أن أسواقها بدت شديدة الازدحام في حيي "شارع النيل" و"الفرقان"، إضافة إلى القوتلي، وكذلك انتشرت بسطات الألعاب، والحلويات من "هريسة" و"غزل البنات"، وكذلك "الألعاب النارية" في حواري الأحياء الشعبية من المدينة لتلبية احتياجات الأطفال خلال أيام العيد.

وتعيش المدينة عيدها الأول، خارج دائرة الصراع الجاري في البلاد، إثر سيطرة قوات النظام والميلشيات الموالية لها، على الأحياء الشرقية من المدينة، وانسحاب مقاتلي المعارضة منها، إثر اتفاق (روسي- تركي) قضى بإخراج الأخيرة من آخر معاقلها في أحياء حلب.

وتغمر الفرحة "أم محمود"، وهي من مؤيدي النظام؛ بسبب اندحار من تصفهم بـ"الإرهابيين" من المدينة، وعدم تساقط القذائف عليها كما في السابق، حيث تقول لـ"اقتصاد": "للمرة الأولى أتجول أنا وزوجي في سيارتنا بحرية بين أحياء حلب، فقد كنت يوم وقفة العيد في حي الفرقان أتبضع، ودموعي تسيل على خدي، لما رأيته من اكتظاظ السوق بالناس، لكن أثناء تجوالنا عاد (الإرهابيون) وفجروا في السوق، ما أدى لإصابة الناس بحالة من الهلع والخوف، لكنهم عادوا بعد دقائق للتسوّق".

فرحة "أم محمود" باندحار من تصفهم بـ"الإرهابيين" من المدينة، تدحضها آلاف القصص التي يتداولها أهالي المدينة، عن سيطرة من يصفونهم بـ"قطعان الشبيحة" على أحيائها، وتسلطهم على رقاب البلاد والعباد، وحتّى على حركة الأسواق التجارية فيها، من خلال فرض الأتاوت على عدد من "المتعيشين"، وافتتاح "الشبيحة" أنفسهم لعدد من المحال في المدينة، وإجبارهم الزبون على الشراء.

حيث تشير مصادر "اقتصاد" إلى تعرّض 15 شاباً، لحوادث طعن بالسكين من قبل أصحاب البسطات من "الشبيحة" في سوقي "الفرقان" و"شارع النيل"، إصابة عدد منهم حرجة.

كذلك وثقت صفحات موالية للنظام مقتل شاب من عائلة "جليلاتي" برصاص الشبيحة في منطقة الجامعة من المدينة، فضلاً عن طعن شاب آخر بسكين من قبل شبيح في حي الموكامبو, خلال اليومين الماضيين.

ورغم أفعال الشبيحة وتسلطها على رقاب العباد، وارتفاع الأسعار في المدينة، إلا أنّ الحدائق، ومدن الألعاب فيها، شهدت إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي وأطفالهم، خلال أيام العيد.

حيث يقول "محمود أبو أمين" من حي الإذاعة في المدينة لـ"اقتصاد": "إنه يوم فرحة للأطفال، لذلك اضطررت للاستدانة من أجل تأمين ألعاب لأطفالي، وملابس عيد"، مشيراً إلى أنّ أقل لعبة قدمها لأطفاله الخمسة في العيد بلغ ثمنها 1500 ليرة، فيما تجاوز سعر طقم اللبس الواحد الـ6 آلاف ليرة.

وتراوحت أسعار ألعاب الأطفال في أسواق المدينة، حسبما رصد "اقتصاد"، ما بين 500 ليرة وحتّى 50 ألف ليرة، على الشكل التالي: "مسدس ماء 500 ليرة، مسدس خرز 500، دبدوب 2000 حتّى 5000، اكسسوارات 250 حتّى 500، مدينة الملاهي، اللعبة الواحدة بـ200، سيارة كبيرة يقودها الطفل 50000".

فيما سجلت أسعار المأكولات في المطاعم خلال أيام العيد، الأسعار التالية: "الوجبة المفتوحة 3500، الفطور 1000، الوجبة في المول 1000، صندويشة 700".

وترافق ارتفاع أسعار الألعاب والأطعمة، مع ارتفاع أسعار ملبوسات العيد، حيث بلغت الأسعار بالليرة السورية، على الشكل التالي: "قميص أو بنطلون 5000 حتى 20000، البيحاما من 10000 حتّى 320000 حسب الجودة والمنطقة، البوط الجديد 2000 حتى 10000، البوط البالة بالموغامبو من 3000 حتّى 35000، بنطال البالة من 1000 وما فوق".

في الوقت الذي سجلت فيه حلوى العيد، الأسعار التالية: "حلويات عربي بالسمن الحيواني الكيلو ٦٠٠٠ ، وما فوق، سسوارة الست ٤٥٠٠، مبرومة ٦٠٠٠، أصابع ٦٠٠٠، بقلاوة ٦٥٠٠، مشكل ٦٥٠٠، كرميلا ١٠٠٠ ومافوق، سكاكر ٧٥٠، بسكويت ١٥٠٠ ومافوق، راحة مع فستق ٥٠٠٠ ومافوق، شوكولا٣٠٠٠ ومافوق، تخليطة الموالح 2000 وما فوق".

ويرى خبير اقتصادي في جامعة حلب، فضّل عدم نشر اسمه، خلال حديثه لـ"اقتصاد" أنّ مصاريف العيد الحالي، تضاعفت 12 مرة، مشيراً إلى نزوع الناس لشراء المستعمل (المعفّش) في ظل ضعف القوة الشرائية لديهم، وعدم تلبيتها لمتطلبات أسعار السلع في السوق، مشيراً إلى أنّ الاحتياجات الفعلية، لأي أسرة خلال العيد تتجاوز 250 ألف ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق