كيف فهم الأمن والشرطة تعليمات الأسد في اللاذقية؟!
- بواسطة طارق حاج بكري – خاص - اقتصاد --
- 26 حزيران 2017 --
- 0 تعليقات
تلقت وزارة الداخلية والأفرع الأمنية تعليمات بشار الأسد بالقضاء على مظاهر التشبيح، واتخذت منها وسيلة لتشديد القبضة الأمنية وملاحقة المواطن البسيط في الساحل السوري، وأصابت مدنه بشلل شبه كامل.
الفقير هو المستهدف
كانت أدوات إجرام نظام الأسد بحاجة لمثل هذه التعليمات لتستعيد هيبتها، وتشرع بزيادة الضغط على المدنيين عبر وسائلها وأدوات إجرامها، وتطلق عناصرها في الشوارع لملاحقة المواطنين والتضييق عليهم وابتزازهم ومصادرة الدراجات النارية التي يستخدمونها في قضاء حوائجهم.
خلال يوم واحد من نهاية الأسبوع صادرت شرطة اللاذقية مدعومة بالأجهزة الأمنية أكثر من 300 دراجة من المواطنين السوريين، ممن لا يحملون تراخيص أمنية بقيادة هذه الدراجات لأنهم لا ينتمون إلى أجهزة القمع الأسدية.
عاد "أبو محمد خالد" من حي الرمل الجنوبي إلى منزله ولم يتمكن من الذهاب إلى سوق الهال لإحضار بعض الخضار لكي يبيعها في سوق الخضرة، لأن دورية تابعة لشرطة المرور أوقفته قرب جسر حلب وانتزعت منه دراجته (الطرطيرة) ذات الثلاث دواليب، والتي يملكها منذ أكثر من 25 عاماً، بحجة أنها ممنوعة تطبيقاً لتعليمات الأسد الأخيرة.
بكى أبو محمد وهو يروي قصته للناشط محمد الساحلي، "يريدون إزالة مظاهر التشبيح وأول ما بدأوا بذلك استولوا على دراجتي. دراجتي التي أستخدمها في عملي ولا تتجاوز سرعتها 15 كم بالساعة، فهل يمكن استخدام هذه الـ (الطرطيرة) بالقتل والخطف والتشبيح والسرقة، بينما يتركون الدراجات البطح المهربة التي يمتطيها مسلحون وشبيحة، ويستخدمونها في إزعاج الناس لأنهم يخافون من إجرام أصحابها".
شلل المدن الساحلية
نقلت صفحة "اللاذقية – شيكاغو" الإخبارية، صورة عن الشلل الذي أصاب أسواق مدينة جبلة، بعد أن فهم عناصر الأمن والدوريات المشتركة مضمون أقوال بشار الأسد على حقيقتها، وطبقوها على مخالفات السيارات المرورية البسيطة وأحزمة الأمان ومثلث العاكس وطفاية الحريق، وعلى ومواقف السيارات وبسطات الخضار وعربات البيع الجوالة، ودراجات الناس العاديين في القرى حيث تسمح القوانين والأنظمة الأسدية بسيرها.
انتشرت الدوريات الأمنية بكثافة في كل أنحاء مدينة اللاذقية يرافقها الرافعات وسيارات نقل امتلأت بالدراجات العادية، وشرطة المرور وشرطة البلدية لتنظيم المخالفات بأية حالة يصادفونها دون تمييز.
نظمت شرطة البلدية عشرات الضبوط بحق أصحاب الشرفات التي لها مزاريب مياه على الشوارع مع العلم أنها موجودة منذ عشرات السنين.
ادفع "باب رزق جديد"
ظهرت موضة جديدة خلال يومين من تعليمات بشار الأسد، تحول الشبيحة من بلطجية لفرض الأتاوات إلى وسطاء بمقابل مبالغ مادية يفرضونها بالقوة على أصحاب المحلات، لكي يؤدوا واجبهم بإيصال صوت المواطن إلى (سيادتو)، بصفتهم مكلفين برصد الأخطاء ووضع القصر الجمهوري بالصورة.
أكد الناشط الساحلي لـ "اقتصاد" أن الشبيحة يتجولون بسياراتهم المفيمة وبطاقاتهم الأمنية الصادرة عن مكتب الأمن القومي بالأسواق، ويزورون المكاتب ويطلبون منهم إبداء ملاحظاتهم عن مشاكل البلد ويسجلوها صوتاً أو كتابة، وبنفس الوقت يقبضون المعلوم منهم بوسيلة أخرى شرعنها رئيسهم.
وأضاف الساحلي "دخلت مجموعة إلى مكتب المحامي "علي - م" وطلبوا منه بصفته محام أن يكتب عن سلبيات القصر العدلي، وأن يدلي باقتراحاته للإصلاح، طلبوا منه عند انصرافهم مبلغ 25 ألف ليرة سورية كنفقات وقود لسياراتهم ومصروف جيب، (وفقاً لرواية المحامي)، لكي يحملوا رأيه إلى صاحب السعادة".
"ضبا بجيبتك (هات الألف ليرة) ما سمعت بالتعليمات الجديدة ما عاد فينا نتهاون بالمخالفات، شيل الصورة أنا بخاف شيلا بترفع فيني تقرير بتشيلا أنت متل ماحطيتا وبتتحمل المسؤولية، يابخالفك فورا والمخالفة 20 ألف ليرة شو رأيك (سيادتو قال اقمعوا المخالفات)".(جواب شرطي لصاحب سيارة تكسي يضع صورة بشار الأسد على البلور الخلفي لسيارته).
التعليق