الألبسة في جنوب دمشق بنصف سعر نظيراتها في قلب العاصمة.. لماذا؟


مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك تشهد محال الألبسة في جنوب دمشق حركة نشطة نسبياً على بيع الألبسة الجديدة سواء كانت ملبوسات الأطفال أو النسائي والرجالي، حيث تنتشر محلات بيع الألبسة في البلدات الثلاث، يلدا وببيلا وبيت سحم، ولكن يتركز سوق الألبسة في بلدة ببيلا التي تضم القسم الأكبر من هذه المحلات.

 وتباع الألبسة بأسعار أقل مما هي عليه في العاصمة دمشق، بما يقارب نصف السعر تقريباً، على الرغم من أن معظم البضائع يتم إدخالها من العاصمة دمشق عبر حاجز ببيلا سيدي مقداد.

التقى "اقتصاد" بـ "أبو محمد"، صاحب صالة لبيع الألبسة في بلدة ببيلا. "الحركة هذا الموسم مقبولة فالأهالي يبدأون بالتوافد على السوق عقب الإفطار لشراء ملبوسات العيد والتي تكون في غالبها للأطفال. وزاد في نشاط حركة السوق قيام عدة جمعيات خيرية بشراء ملابس للأطفال لتوزيعها على الأطفال الأيتام والفقراء.


 ومعظم سكان المنطقة من الطبقة الفقيرة وأغلبهم بلا عمل أو مدخول مادي، حيث تتراوح أسعار البناطيل الجينز للأطفال بين 3500 ليرة سورية إلى 6000 ليرة سورية وهو سعر يقارب أسعار البناطيل الرجالي أيضاً، فيما تتراوح أسعار البلوزات بين 2000 و3000 ليرة سورية وهذه الأسعار أقل من أسعار العاصمة على الرغم من أن مصدر معظم البضائع هي أسواق دمشق، إلا إن هناك عدة عوامل تؤثر في انخفاض الأسعار في جنوب العاصمة منها ارتفاع أجارات المحلات في دمشق، وكذلك ارتفاع أجور العمال وضرائب التأمينات وفواتير الكهرباء، بينما لا يتكلف صاحب محل الألبسة في جنوب دمشق سوى إيجار المحل الذي يبلغ في أعلى سعر له 20 ألف ليرة شهرياً، لذلك فإن البنطال الذي يباع في جنوب العاصمة بسعر 3500 ليرة يباع في دمشق بـ 6000 ليرة.


ويضيف "أبو محمد" أنه لاحظ ظاهرة غريبة نوعاً ما، حيث دخل إلى جنوب العاصمة عدد من العائلات المقيمة في دمشق ولديهم أقارب هنا لشراء ما يحتاجونه من كسوة العيد لهم ولأطفالهم مرجعاً هذا الأمر لانخفاض أسعار الألبسة في جنوب العاصمة عن مثيلاتها في دمشق.
 
وعن طريقة إدخال الألبسة يقول "أبو محمد": "لا يتم إدخال الألبسة بكميات كبيرة إنما نعتمد على عدد من النساء اللواتي يخرجن يومياً إلى دمشق، وتقوم كل سيدة بإدخال عدة قطع يكون وسطاء لنا اشتروها مسبقاً من محال  بيع الجملة حيث تتولى كل سيدة إدخال عدد من القطع يومياً تتراوح بين 5 إلى 10 قطع وتأخذ مقابل ذلك 100 ليرة سورية على كل قطعة تدخلها".
 
"أم علي" من سكان مخيم اليرموك تقول لـ "اقتصاد": "هذا عامنا السادس والعيد يدخل علينا بغصات كثيرة منها فراق الأهل ومآسي الوضع الذي نعيشه، ويدخل الآن هم تكاليف شراء ملابس العيد لأطفالي ليزيد هموم الأسرة. لكن بالنسبة لي إدخال الفرحة على قلب طفلي بشراء ملابس جديدة للعيد يعد من الأولويات. تجولت خلال اليومين السابقين باحثة في محلات الألبسة عن أرخص الأسعار، والحمد لله اشتريت ملابس العيد لطفلي وبلغ سعرها 10000 آلاف ليرة، بنطال وبلوزة لكل طفل".


كما قامت عدة جمعيات خيرية بالتعاقد مع عدد من صالات البيع لتوزيع ملابس العيد على شريحة معينة من الأطفال حيث تركز على الأطفال الأيتام وأطفال العوائل المهجرة. ويتم توزيع الملابس بطريقتين، فإما أن تقوم الجمعية بأخذ الملابس وتوزيعها مباشرة،  أو يتم صرف كروت للعائلات لتذهب بدورها لإحدى الصالات المتعاقد معها للحصول على القياسات المناسبة للأطفال.

ترك تعليق

التعليق