اللاذقية.. أسواق الخضار تتعرض لغزو من قبل المخبرين
- بواسطة طارق حاج بكري – خاص - اقتصاد --
- 21 حزيران 2017 --
- 0 تعليقات
كافأت بلدية اللاذقية ذوي القتلة من ميليشيات الأسد بإعفائهم من رسم الإشغال في أسواق الخضرة، بينما يشتكي باعة الخضار من انتشار التشبيح والمضايقة عليهم من قبل المتنفذين وأقرباء المسؤولين والمسلحين.
إعفاء لنيل الرضا
بعد أن عجزت حكومة الأسد عن مكافأة الجرحى وذوي القتلى الذين سقطوا في ساحات المعارك مع فصائل الثوار، لجأت محافظة اللاذقية إلى اعفائهم من دفع رسم الإشغال المفروض على كل الباعة في أسواق الخضار المنتشرة في مدينة اللاذقية (سوق أوغاريت. سوق التأمينات الاجتماعية..)، واعتبرت هذا الإعفاء بمثابة تعويض لهم عما خسروه من أرواح أبنائهم أو ما فقدوه من أعضاء أجسادهم وعجزهم الذي لحق بهم بنتيجة إصاباتهم.
لم يلق هذا الإعفاء القبول من المعفيين وطالبوا بالإعفاء الكامل، وتسليمهم البسطات المقررة لهم بموجب القرارات التي صدرت بتخصيص من يريد منهم بكولبة أو بسطة، التي لم يحصل عليها إلا من كان قريباً لمسؤول كبير أو بعد دفع مبلغ كبير من المال لتخصيصهم بزاوية في الأسواق.
برر أحد الموظفين لـ "اقتصاد" عن طريق الناشط "محمد الساحلي" سبب الإعفاء برغبة البلدية تجنب الاصطدام مع الباعة المتنفذين الذين لا يدفعون أصلاً، ومعظمهم يدعي أنه أخ لشهيد أو مصاب حرب، وسلاحهم موجود معهم بشكل دائم بترخيص من أحد الميليشيات المنتشرة بكثرة، كـ (الدفاع الوطني أو الفيلق الخامس أو قوات النمر) وهؤلاء أصبحوا فوق القانون، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم.
الرشوة هي الطريق
تجول الناشط "محمد الساحلي" في سوق خضار التأمينات الاجتماعية بين أصحاب البسطات الممنوحة حديثاً، ووجد أن معظم المشمولين بالإعفاء قد لجأوا إلى ضباط أمن للتوسط لهم مع البلدية وقسم منهم دفع رشاوى نقدية، ويدفعون بشكل أسبوعي رسم حماية للمتنفذين الأمنيين بالسوق.
وعبّر الجريح "أيمن . ش" عن سخطه بقوله: "لم يسلموا الجرحى بسطات بحجة عدم وجود أماكن، ولكن من لديه واسطة يستطيع أن يأخذ أكثر من واحدة، وأنا جريح واستأجرت بسطة من أخ لقتيل تمكن من الحصول على ثلاثة، حيث توسطت له أخته التي تعمل سكرتيرة في مكتب أحد المعلمين الكبار".
وأثار انتباه "الساحلي" التواجد الكبير للعنصر النسائي في أسواق الخضار بالرغم من صعوبة العمل، وخصوصاً في سوق التأمينات الاجتماعية وأسواق الدعتور وبسنادا، حيث الأغلبية الموالية لنظام الأسد ومعظمهم من أرامل القتلى أو أقربائهم.
سيطرة المافيا
تعرضت أسواق خضار اللاذقية لغزو حقيقي من قبل المخبرين المتعاقدين مع الأفرع الأمنية والشبيحة وأقربائهم، وأصبحت عبارة عن عصابات تتحكم بالأسواق والأسعار والباعة.
وتبين لـ "الساحلي" وجود مافيا حقيقية في السوق، يقودها عدد من المتنفذين، يسيطرون عليه بالكامل، ومعظمهم ينتمون إلى الأفرع الأمنية في المدينة، ومهمتهم مراقبة الناس والتضييق على أشخاص بعينهم ممن لا يعتبرون موالين لنظام الأسد، وليس العمل لكسب الرزق.
وترك عدد من الباعة الأصليين في السوق منذ عشرات السنين عملهم أو باعوا بسطاتهم بأسعار بخسة للدخلاء الجدد، ومن بقي منهم وضع نفسه تحت حماية المافيا الجديدة وأصبح يسدد لها "المعلوم" لحمايته.
تاجر الخضار "أبو محمد" الذي كان معروفاً بأنه شيخ سوق أوغاريت خرج من السوق بكرامته وترك بسطته التي تقع في وسطه -حسب قوله-، بعد صدامه مع شبيح جاء ليقاسمه نصفها وأيده كل الدخلاء المتنفذين ولم يجرؤ أحد على الوقوف معه.
التعليق