كهرباء الحسكة في أسوأ حالاتها


عاد عدد ساعات وصول التيار الكهربائي إلى أحياء مدن الحسكة وقراها إلى الانخفاض بعد تحسنها في بداية شهر رمضان، ما دفع الأهالي للاعتماد بشكل كلي على شراء الكهرباء من أصحاب المولدات الكبيرة، بعد توقف محطات التوليد في سد تشرين عن العمل وتعطل العنفات في محطة السويدية.

وقال الناشط محمود الأحمد، المتحدر من مدينة القامشلي، إن عدد ساعات وصول الكهرباء إلى الأحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي والأرياف التابعة لهما بدأت بالتراجع منذ أكثر من أسبوع حتى انعدم وصول التيار بشكل كامل في بعض المناطق، لافتاً إلى خروج سكان الحي الغربي والشريط الحدودي بمدينة القامشلي بمظاهرة احتجاجاً على انقطاع الكهرباء هاجموا خلالها منزل مدير الكهرباء وكسروا محتوياته دون أن يعثروا عليه.

 وأضاف الناشط أن الماء غابت مع غياب التيار الكهربائي عن منطقة المالكية، وكانت مناطق الحسكة أفضل حالاً في الفترات الماضية لوقوع مصدر التيار الكهربائي فيها وهو محطة السويدية، مشيراً إلى أن المختصين يتحدثون عن أعطال فنية في عنفات محطة السويدية الغازية.

وأكد الناشط أن التيار الكهربائي عاد للغياب بعد توقف وصوله من سد تشرين بريف حلب الشرقي، مشيراً إلى انقطاع الكهرباء بشكل تام منذ 10 أيام عن ريف الحسكة الجنوبي.

من طرفه، يقول "نزار الجبوري" من سكان الريف بين مدينتي الحسكة والقامشلي، إن الكهرباء تزور منازل الأهالي ساعة أو ساعتين خلال اليوم والليلة بالحالة الطبيعية، لكنها بدأت تأتي متقطعة هذا الأسبوع، مضيفاً أن المناطق "المدعومة" (الخطوط العسكرية) كان التيار فيها ينقطع الساعة 06 صباحاً ويعود في الساعة 12 ظهراً، أي أنه يعمل بمعدل 18 ساعة يومياً، لكنه تأثر أيضاً بسبب أعطال محطة السويدية، فتنقطع الكهرباء كل ساعة وتعود مجدداً حتى أنها انقطعت يوم الاثنين منذ 04 صباحاً حتى 14,00 بعد الظهر.

وتابع "نزار" القول بأنهم أفضل حالاً من أقربائهم في أحياء "النشوة" جنوبي الحسكة، والتي كانت محرومة نهائياً من التيار الكهربائي الحكومي بسبب تأثر الشبكة خلال هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" الصيف قبل الماضي إلى أن ركبت الأمم المتحدة عدداً من المحولات لهذه الأحياء مطلع حزيران/يونيو الجاري.

ويقول الأهالي أن أصحاب المولدات في أحياء مدينة الحسكة الجنوبي يطالبون برفع سعر الأمبير الواحد من 1200 ليرة سورية بالشهر إلى 1500 ليرة في أحياء النشوة الغربية والشريعة وغويران.

ويتحدث الأهالي في الريف عن بدء أصحاب المولدات الكبيرة برفع أسعار الاشتراكات والتهديد بإيقافها خلال شهر رمضان في حال لم يدفع المشتركون 2000 ليرة للأمبير الواحد، وهذا ما حصل في بلدة برقة (أم عشبة) شرق رأس العين بعد موافقة الأهالي على دفع المبلغ إلى نهاية شهر الصيام وتأجيل الاتفاق على سعر جديد إلى ما بعد عيد الفطر.

وأشاروا إلى أن بعض قرى منطقة الجرجب قبلوا برفع سعر الأمبير من 1300 إلى 1500 ليرة لكن أصحاب المولدات أوقفوها بسبب عدم تغطيتها لتكاليف المحروقات والأعطال في القرى الصغيرة.

وكانت الشركة العامة لكهرباء الحسكة قد استلمت من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 47 محولة باستطاعات مختلفة تراوحت بين 100 و400 ك.ف.ر إضافة إلى كمية 18 طناً من الأمراس الكهربائية و6 براميل زيت معدني تستخدم في تبريد المحولات الكهربائية، وبينت أنها ستركب 9 محولات في حيي غويران والزهور جنوبي مدينة الحسكة و38 محولة في ريف مدينة القامشلي.

وحول سبب تردي وضع الكهرباء، قالت "هيئة الطاقة" التابعة لإدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية في بيان إنها أوقفت تزويد المنطقة بالكهرباء يوم 12 حزيران/يونيو، بسبب قلة كميات المياه الواردة لسد "روجافا" (سد تشرين) من تركيا، ونزول المنسوب لمستويات تصل لحد ايقاف عمل مجموعات التوليد العاملة بالسد.

وأضافت أنها ستنتظر ارتفاع المنسوب لمستوى يمكن المجموعات من العودة للعمل وتغذية المدن المعنية بالطاقة الكهربائية.

ولا تخفي الإدارة الكردية الذاتية تعويلها على سد الفرات مستقبلاً لتزويد مناطق سيطرتها بالتيار الكهربائي، لكنها بانتظار أن تنهي الفرق الفنية عمليات إصلاح الأضرار الناجمة عن المعارك في محيطه، مع العلم أنها –الإدارة-تسيطر حالياً على المصادر الرئيسة لكهرباء الرقة والحسكة وريف حلب الشرقي عبر سيطرتها على محطة السويدية في حقول رميلان الحسكة إلى جانب سدود "تشرين والفرات والبعث" على مجرى نهر الفرات.

ترك تعليق

التعليق