إدلب في ظل الهدنة.. حياة طبيعية وانتعاش اقتصادي


أدت أجواء الأمان التي يشعر بها سكان مدينة إدلب شمالي سوريا، عشية تنفيذ اتفاق خفض التوتر، إلى حركة نشطة في المدينة التي باتت كخلية نحل بعد أعوام من عدم الاستقرار.

وقال سكان وتجار من أبناء المدينة، إن الحياة الطبيعية عادت إلى الأسواق والمحلات التجارية، كما تعيش المدينة ازدحاماً كبيراً جداً في أغلب ساعات النهار، لاسيما في الشوارع المتاخمة للأسواق التجارية.
 
بائع الخضراوات "أبو عبدو" قال لـ "اقتصاد" وهو يرش الماء على بضاعته المكونة من البقدونس والنعناع و الخيار، "اختلفت حياتنا تماماً، انظر.. الأسواق مزدحمة جداً، والناس باتوا مطمئنين أكثر".
 
كان سوق إدلب في فترة الظهيرة يعج بأناس من مختلف البلدات القريبة والبعيدة عن المدينة. أشار أبو عبدو إلى محل فارغ في منتصف السوق قائلاً: "هنا كانوا يضعون جهاز الإنذار، عندما كان الحربي يعبر الأجواء كان صوت الجهاز يبث الرعب في قلوبنا".
 
يضيف الرجل الذي انهمك في وزن بعض الخضراوات لأحد الزبائن، "منذ شهرين أو أكثر لم يعمل هذا الجهاز.. الحمد لله.. الله يديم الأمن والأمان".


انخفاض في الأسعار

غياب القصف والغارات الحربية على مدينة إدلب وجميع بلداتها، سمح للمزارعين بإنتاج محاصيل كبيرة دون خوف من القصف أو عدم تمكنهم من بيعها في السوق بسبب ضعف الحركة التجارية سابقاً.

يقول أحد سكان إدلب ويدعى "بشار"، إن أسعار الخضراوات انخفضت كثيراً مع غياب القصف وتوقف المعارك في حماة بالقرب من المعابر الرئيسية مع النظام.

وتابع لـ "اقتصاد": "الأسعار انخفضت إلى النصف تقريباً، وأتوقع انخفاضها أكثر في حال استمرت الهدنة".
 

فرص عمل
 
يشير مدير إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في إدلب إلى توجه المنظمات في الوقت الراهن نحو ترميم المدينة وإعادة المعالم الرئيسية إليها إضافة لتأهيل الحدائق والمتنزهات العامة.

وبالفعل عُبّدت معظم الطرقات الرئيسية في المدينة إضافة لترميم ساعة المدينة وتأهيل الحديقة المتاخمة لها.
 
وقال مدير المنظمة لـ "اقتصاد" إن قرابة 1500 فرصة عمل وفّرتها أعمال الترميم في المدينة وحدها.

وأشار المصدر إلى العمل حالياً على نقل هذه الفكرة إلى المدن الكبرى في إدلب، ما سينتج فرص عمل جديدة إضافة لعودة الأجواء الخلابة إلى إدلب المعروفة بجمال طبيعتها.

ترك تعليق

التعليق