كيف تعيش "الباب" في أول رمضان لها بعد التنظيم؟


يعيشُ أهالي مدينة الباب شهر رمضان الأول، بُعيد خروج التنظيم من المدينة، إثرَّ سيطرة فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" عليها، وطرد تنظيم "الدولة" منها في شهر شباط/ فبراير من العام الجاري.

"لم تعد أدوات الصلب موجودة، للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام، لم نعد نشاهد شباناً مصلوبين عند دوار السينتر، بسبب إفطارهم في رمضان، كما كان الأمر عليه خلال سيطرة التنظيم، حيث أزيلت مظاهر الصلب، وأصبحت الأسواق أكثر حيوية"، هكذا وصف التاجر "أبو عبد حمدين" الأوضاع في مدينة الباب خلال شهر رمضان الحالي.

وأضاف لـ"اقتصاد": "كما أن شهر رمضان أصبح أكثر روحانية؛ من خلال تجويق المؤذن مرحباً، ومودعاً للشهر الفضيل، كما أن صلاة التراويح عادت إلى ما كانت عليه قبل سيطرة التنظيم 20 ركعة، بعد أن اقتصرها الأخير على 8 ركعات خلال فترة سيطرته على المدينة، والتي استمرت لثلاثة أعوام".


وسيطر تنظيم "الدولة" على مدينة الباب شرق حلب، في شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2014، بعد إعدامهم لـ60 عنصراً من مقاتلي المعارضة، التي كانت تسيطر على المدينة.

بدوره، لا يرى الناشط الإعلامي "خضر خليفة" خلال حديثه لـ"اقتصاد" أي مقارنة بين شهر رمضان الحالي، والشهر ذاته في العام الماضي، حيث كان يعيش الأهالي في رمضان الماضي على وقع الحرب، والحصار، أما الآن، بحسب خليفة، فقد تحسنت الأمور، واًصبحت الحركة التجارية أفضل رغم ركودها.

ويشير "خليفة" إلى أنّ رمضان الحالي، أصبح أكثر عائلية وحميمية من سابقه تحت سيطرة التنظيم، حيث يمشي الرجل وامرأته دون إعاقة من أحد، على عكس ما كان يفعله التنظيم، من تضييق على حركة النساء في المدينة، من خلال فرضه لقوانين صارمة، تُقيد من حركتهم، علاوةً على أنّ شوارع المدينة أصبحت منارة الآن، بعد أن كانت مظلمة في زمن التنظيم، على حد قول خليفة.


ويقلل أهالي مدينة الباب من أهمية الحركة التجارية فيها، بسبب عدم وجود طرقات تجارية ما بين المدينة، والرقة من جهة، وكذلك ما بينها وبين مدينة منبج؛ ما يجعل الحركة التجارية منخفضة للغاية، وتقتصر أعمال الأهالي في الوقت الحالي على إعادة ترميم منازلهم، إضافة إلى الاهتمام بافتتاح محال المأكولات.

حيث أسهم قطع الطرق التجارية ما بين المدينة، وشرقي البلاد، سواء من اتجاه الرقة، أو من اتجاه مدينة منبج، إلى ارتفاع متلاحق للحوم الحمراء، حيث بلغ الكيلوغرام الواحد 3500 اليرة، بالتزامن مع تسجيل لبن الغنم لأكثر من 900 ليرة، لـ 2 كيلو غرام.


كما رصد "اقتصاد" حركة سوق مدينة الباب خلال شهر رمضان المبارك، وسُجلت الأسعار التالية، بالليرة السورية: "البطاطا 100، الخيار 100، البندورة 200، ربطة الخبز 1كغ 100، اللحمة 3500، سطل اللبن 900، الفروجة المشوية 2800، الجبنة الغنم 1500، جرة الغاز 8500، الامبير الواحد شهرياً 5500، أجار المنزل 30 ألف".

إضافة إلى: "الحلو العربي الجيد 8 آلاف، المتوسط 5 آلاف، الفستق الحلبي 5700، العوجا 9500، البندق 6500، اللوز 6700، المعروك العادي 400، المعروك المحشي 700، تمر هندي 400، السوس 100، صهريج المياه 1500".

وبالنظر إلى الأسعار المسجلة في المدينة، فإن العائلة في المدينة، بحسب التاجر حميدين، بحاجة إلى 5 آلاف ليرة سورية في اليوم الواحد، و150 ألف ليرة سورية شهرياً، أي ما يُعادل 300 دولار أمريكي.


من جهته، يقول "أبو عبد الله سكر"، وهو أحد تجار المدينة، لـ"اقتصاد" إنّ يومية العامل في المدينة، تترواح ما بين 3500 ليرة إلى 5 آلاف، وتحصر في محال المأكولات، والبناء، فيما تتراوح رواتب العاملين في المؤسسات الطبية، وكذلك الشرطية، المدعومة من قبل تركيا، مابين 600 ليرة تركي، إلى 900 ليرة.

وبالرغم من بطء الحركة التجارية في المدينة، وعدم لحظ عودة التجار أصحاب رؤوس الأموال الضخمة إليها؛ من أجل البدء بإقامة مشروعات صناعية في المدينة، إلا أنّ عوامل الراحة، وعدم الخوف من المجهول، تبدو معالمها على وجوه أهالي المدينة.

ترك تعليق

التعليق