دورة خياطة لأرامل الحرب في بلدة من ريف إدلب


يسعى مركز تأهيل النساء في بلدة البشيرية بمنطقة جسر الشغور (31 كم غرب مدينة إدلب) إلى إقامة مشاريع إنتاجية لنساء المنطقة بهدف تمكينهن في المجتمع ورفع مستوى معيشتهن ووقايتهن من ذل العوز والحاجة. ومن هذه المشاريع دورة في الخياطة والتطريز، أقيمت بتاريخ 5/6/ 2017، وتضمنت محاور في صناعة القماش وعملية النسيج والمزج بين الأقمشة وأنواع التصاميم وقصاتها والمقاسات العالمية وطريقة رسم الباترون وقص الموديل والتعرف على أداء الماكينة وأساسيات الخياطة وخياطة الفساتين المتنوعة والخياطة بطريقة خط الإنتاج.


مسؤول مكتب المشاريع في المجلس المحلي لقرية البشيرية "سليمان محمد العموري" أشار في حديث لـ"اقتصاد" إلى أن هذه الدورة محاولة من مركز تأهيل المرأة والمجلس المحلي في قرية البشيرية لدعم نساء المنطقة وتأهيلهن وتدريبهن على مهنة الخياطة بهدف تأمين مصدر رزق لهن ولعائلاتهن في ظل الظروف التي تعيشها تلك النساء، ليعتمدن على أنفسهن وبخاصة أولئك اللواتي فقدن أزواجهن جراء الحرب.

وتم–كما يقول المصدر- تأمين مكان المشروع بمبادرة من المجلس المحلي في القرية وأعادت تأهيله منظمة "أمان وعدالة" عن طريق مركز الشرطه الحرة في الجبل الوسطاني وبمتابعة المجلس المحلي.


وتمتد فترة التدريب لثلاثة أشهر، سيصبح بإمكان المتدربة بعدها-كما يقول محدثنا- الإعتماد على نفسها واقتناء آلة خياطة لتعمل عليها في المنزل، وربما ستكون هناك إمكانية لإنشاء خط إنتاج داخل مركز تأهيل النساء تعمل فيه النسوة المتخرجات اللواتي لا يستطعن اقتناء ماكينة خياطة ويتقاضين راتباً شهرياً يتناسب مع جهدهن، مشيراً إلى أن المركز يدرس الفكرة حالياً وفق الإمكانيات المتاحة.


وإلى جانب تعليم فنون الخياطة بما فيها خياطة القمصان والبناطيل والجلابيات والعباءات ستتضمن الدورة–كما يؤكد محدثنا- دورة توعية صحية ضمن المركز يشرف عليها أحد أطباء المشافي الميدانية بهدف تعليم النساء الإسعافات الأولية للمساهمة في إسعاف وعلاج الجرحى والمصابين، وبخاصة أن بلدة البشيرية –كما يؤكد محدثنا- تفتقر لأي مركز صحي أو مستشفى باستثناء المشافي الميدانية.


ولفت العموري إلى افتقار مركز تأهيل النساء الذي تم إنشاؤه في العاشر من أيار الحالي إلى الدعم المادي مما يحول دون تنفيذ العديد من المشاريع التي تخص المرأة في المنطقة، وهناك صعوبة- كما يقول- في تأمين القماش للمتدربات حيث تضطر المتدربة لتأمينه من بيتها لتتعلم وتمارس نشاطها وتعتمد على نفسها، علاوة على مشكلة انقطاع الكهرباء مما اضطر القائمين على الدورة لتأمين مولدة كهربائية لتشغيل ماكينات التدريب.


وناشد العموري المنظمات الدولية والمحلية لمساعدة أهالي قرية البشيرية في تذليل الصعوبات التي تعترضهم، إذ لطالما كانت البشيرية-كما يقول- خط مواجهة بين النظام والمعارضة ولذا تعرضت لحملات شعواء من قوات النظام دمرت معظم بناها التحتية خلال السنوات الماضية.

و تتبع قرية البشيرية ناحية مركز جسر الشغور في محافظة إدلب. بلغ عدد سكانها 3500 نسمة في عام 2004 حسب إحصاء المكتب المركزي للإحصاء. وازداد عدد سكانها اليوم ليصبح أكثر من 5500 نسمة بين مقيم ونازح.

ترك تعليق

التعليق