أجودها "عصافيري".. رمضان السوريين لا يكتمل بدون القطايف


خلال شهر رمضان في ريف حمص الشمالي المحاصر، تكثر التجمعات أمام محلات بيع "القطايف"، وهي حلوى تاريخية، وأسعارها مناسبة لذوي الدخل المحدود إذا ما قورنت بأسعار الحلويات الأخرى..

وفي بلدة "تلذهب"، بمنطقة "الحولة"، يقف "الحلونجي"، سمير الرفاعي (40عاماً)، وبيمينه وعاء معدني مثقوب من الأسفل، يمتلئ بعجينة القطايف، ويرسم بيده قطعاً دائرية على فرن سطحي مكشوف ويتركها قليلاً حتى تتحول إلى اللون الذهبي، قبل أن يمد أصابعه ليجمع قطع القطايف ويفرشها على طاولة فوقها حصيرة كي تبرد، ويبدأ في صنع قطع أخرى وكأنها لوحة فنيّة..


يقول الحلونجي سمير (نازح من حمص القديمة): "تتميز القطايف، وخاصة العصافيري منها، بطعمها اللذيذ، وشكلها الرائع، وهذه الأكلة الشعبية الشهية، تشتهر فيها محافظة حمص، وتبرز كطبق له قيمته في شهر رمضان المبارك ولا بد من وجوده بعد الإفطار، لتمد جسم الصائم بالطاقة بعد يوم صيام طويل".


وأضاف سمير يقول: "كانت تشتهر محلات حمص القديمة، بهذه الحلويات التي يتم صنعها بأدوات ومكونات بسيطة وبسرعة تلفت نظر المارة"، مشيراً إلى أن جد والده، يعتبر أقدم حلونجي حمصي متخصص في صناعة هذا النوع من الحلويات، وكان لعائلته محل متخصص بصناعة القطايف في سوق الحشيش (حمص القديمة) حتى العام 2012، حيث تعرض للتدمير بسبب قصف النظام لحمص القديمة، مما دفعه للنزوح إلى ريف حمص الشمالي ونقل هذه المهنة إلى هناك.


ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن أسعارها، قال سمير الرفاعي: "أسعارها تختلف من شهر إلى آخر، حسب توفر المواد الأولية، وخاصة مادة الطحين، فسعرها حالياً يتراوح ما بين (350 - 400) ليرة للكيلو الغرام الواحد، بدون حشوة، وبعد حشوتها، بالقشطة، أو المكسّرات، والتي تتم غالباً بالمنازل من قبل ربات البيوت، يصل سعر الكيلو إلى 800 ليرة سورية، ومع ذلك تبقى أرخص أنواع الحلويات، وهي في متناول معظم السكان".

ورداً على سؤال آخر لـ" اقتصاد"، حول سبب تسمتيها بهذا الاسم، قال الحلونجي سمير: "تكثر الروايات حول تسمتيها، حيث أن البعض يقول أنها توضع في صحن كبير جداً، وكان الجالسون يقطفونها من هذا الصحن الكبير، ولذلك سميت بالقطايف".


ترك تعليق

التعليق