إدلب.. "إفطار صائم" إلى المهملات أو قن الدجاج


كعادتها في كل موسم رمضاني، تحصر المنظمات الإنسانية شمالي سوريا، مشاريعها الخيرية في تقديم وجبات إفطار صائم، لكن هذه الطريقة تتعرض اليوم لانتقادات كثيرة من قبل أهالي المنطقة، فما هي الأسباب؟

يومياً، قبيل أذان المغرب، يذهب الحاج "أبو ممدوح" إلى الصالة الإغاثية في منطقة سكنه بمحافظة إدلب ليحضر وجبة الفطور.

"تتنوع الوجبات بين المندي والفريكة والرز باللحم، والرز بالبازلاء، وغالباً ما توزع بعض الخضراوت والفاكهة مع الوجبات"، يتحدث أبو ممدوح لـ "اقتصاد" عن وجبة إفطار صائم، المنتشرة في عموم الشمال السوري.

لا يبدي أبو ممدوح ارتياحه لهذه الفكرة، "لو يقدمون لنا نقوداً مالية ونحن نشتري ما نحتاجه..!، إننا نشعر بالذل من هذه الطريقة".

شخص آخر يدعى "سعيد" أعلن عن استيائه من المشروع الرمضاني بشكل تام.

"نتعرض للذل من الذهاب يومياً لإحضار الوجبات والوقوف في دور طويل أمام سيارة التوزيع"، يقول سعيد.

ويضيف: "بالنسبة لي لم أعد أذهب لاستلام وجبتي، وعلى الرغم من نقص المال لدي إلا أن الطبخ في المنزل أفضل بألف مرة من وجبات الرز الجاهزة".

وعلى الرغم من ازدياد عدد المحتاجين في المنطقة إلا أن كميات كبيرة من الوجبات تتعرض للتلف وتفسد مع مرور الوقت بسبب ساعات الإفطار القليلة في رمضان، العام الحالي.

يتحدث "محمد" وهو من إدلب أيضاً، عن عشرات الوجبات التي تلقى يومياً في القمامة، في الحي الذي يقطن فيه.

ويقول لـ "اقتصاد": "نتيجة الكميات الكبيرة التي توزع من هذه الوجبات لا يتمكن أفراد العائلة من تناولها بشكل كامل ما يجعلها تتعرض للفساد ومن ثم تُرمى في سلة المهملات".

يتابع محمد قائلاً: "البعض ممن يمتلكون دجاجات يربونها في بيوتهم يرمون لها ما تبقى من هذه الوجبات".


في المقابل، أوضح مسؤول إحدى المنظمات العاملة في إدلب، السبب الوجيه في اعتمادهم على تقديم وجبات إفطار الصائم على الرغم من الانتقادات وتلف كميات ضخمة منها يومياً.

وقال "مؤيد شاكر"، مسؤول الداخل في منظمة "كلنا سوا"، إن إقامة الموائد الرمضانية وحملات إفطار الصائم ليس قرارها بيد المنظمات المنفذة لها كونها تُطرح من قبل الداعمين الذين يصرون على هذه الفكرة.

وتابع لـ "اقتصاد": "أكثر الداعمين وأكثر المتبرعين في رمضان يركزون على فكرة الوجبات الرمضانية أو الموائد المفتوحة، والقليل جداً من يتبرع لتوزيع سلل غذائية أو أموال لصالح الأهالي".

ولفت قائلاً: "بالنسبة لي أفضل توزيع الأموال النقدية وإقامة الأسواق الخيرية وأسواق الملابس والغذاء".

وأردف بالقول: "هذه الطريقة أعتبرها أفضل مساعدة للمحتاجين السوريين سواء في الداخل أو في الخارج".

ترك تعليق

التعليق