في الغوطة الشرقية.. الفطر بدل اللحم


تنوعت أصناف الموائد مع قدوم شهر الخير والبركة على السوريين وهم بحال يُرثى له، ومما يثير الدهشة في تلك الموائد أنها اعتمدت على أصناف رديفة لأصناف أخرى، فمع غلاء سعر كيلو اللحم في الغوطة الشرقية اعتمدت بعض الجهات على إنتاج لحم الفطر وزراعته محلياً ليكون رديفاً لمادة اللحم البقري أو الضأن.

تقول "أم أغيد" إنها قامت مؤخراً باعتماد مادة الفطر بعد الإستغناء لفترة طويلة عن الطهي باللحم الذي أصبح لبعض العائلات حلماً، ولكون مادة الفطر أرخص ثمناً وربما تجد فيها المذاق الطيب والتنوع وكسر الروتين الذي اعتمدت عليه العوائل نجد أنها تزين موائد السوريين في الغوطة بحسب "أم أغيد".

فهناك أصناف عديدة للفطر، لكن الصنف الذي تم إنتاجه في الغوطة هو الفطر المحاري (الصدفي) الأبيض، وتم إنتاج هذا النوع نظراً لسهولة الشروط الواجب توافرها من تبن القمح والبذار الخاصة بهذا النوع وذلك بحسب المهندس الزراعي "مصطفى الطبجي" مدير مكتب دارنا الزراعي في مدينة دوما.


وأضاف "الطبجي" أنه مع بداية زراعة الفطر وإنتاجه محلياً داخل الغوطة، كان هناك إقبال خجول نوعاً ما على تلك المادة، وذلك نظراً لتدني ثقافة المجتمع حولها، بالرغم من مواجهة بعض الصعوبات المتعلقة بتأمين اللوجستيات الخاصة بعملية الإنتاج، فزراعة الفطر تحتاج إلى تعقيم التبن، وبذلك تحتاج إلى حطب أو محروقات من أجل غلي المياه الخاصة بعملية التعقيم.

 هناك أيضاً مشاكل تتعلق بالتلوث، فأي عملية تلوث للأكياس المزروعة بالفطر يؤدي إلى تلف المحصول بالكامل. "لكننا لا نستطيع القول بأن الزراعة مستحيلة وهناك جهات عديدة غيرنا داخل الغوطة قامت بزراعة الفطر وإنتاجه وقد نجحت بذلك نجاحاً كبيراً"، حسب "الطبجي".


وكشف " الطبجي" عن أن سعر الفطر نوعاً ما مقبول مقارنة بسعر اللحم، إذ يبلغ سعر الكيلو الواحد بشكل وسطي 1650 ليرة سورية، وممكن أن يرتفع خلال فترات الصيف نظراً للحرارة المرتفعة، وذلك نظراً لصعوبة إنتاجه في فصل الصيف، حيث تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو الواحد حوالي ألف ليرة متمثلة بثمن التبن الخاص بالزراعة والبذار بالإضافة إلى عملية التعقيم. وبذلك يكون رب الأسرة قد استطاع تأمين اللحم الغني بالبروتين، فضلاً عن التغيير وكسر المألوف في تنوع الموائد أو فقدانها بشكل رئيسي لمادة لحم البقر أو الضأن.

وفي أشد الأيام قساوة، تمر في طيف السوريين أفكار نبيلة يحاولون من خلالها إضفاء المزيد من الأمل على قساوة العيش الذي يلاقونه جراء حصارٍ أهلك الحرث والنسل.

ترك تعليق

التعليق