اقتصاديات.. خلف الرازي، غربي طهران


وسط زحام القتل والتدمير والفقر و"التعتير" الذي يعيشه السوريون بالإضافة إلى الغلاء الفاحش في الأسعار، رغم كل ذلك تجد المصرف المركزي قادراً على إقراض محافظة دمشق مبلغ 2.6 مليار ليرة، لتصل المبالغ التي قدمها للمحافظة إلى نحو 9 مليار ليرة خلال عام، وذلك من أجل المتابعة في مشروع خلف الرازي، أو بصورة أدق بالقرب من السفارة الإيرانية بدمشق، وفي منطقة حيوية، لا تقل أهمية عن منطقة القصر الجمهوري ذاته.

مشروع خلف الرازي وكما بات معروفاً، هو أحد الأثمان التي طلبتها إيران مقابل دعمها للنظام السوري، وقد تم إخلاء جميع السكان الذين كانوا يقطنون في المنطقة والبالغ عددهم أكثر من 20 ألف نسمة، وتعويضهم بمبالغ بسيطة لا تكفي لدفع أجار بيت في الأرياف البعيدة عن دمشق ولمدة شهرين.

ربما ذلك لم يعد مهماً ضمن زحمة الأخبار التي تتحدث عن القتل والتهجير.. فما معنى أن يتم تهجير 20 ألف شخص، في الوقت الذي تتحدث فيه الأرقام عن تهجير ملايين السوريين من بيوتهم..؟!

أما المعنى الحقيقي في الخبر، فهو المصرف المركزي الذي وجد الأموال اللازمة لتمويل هذا المشروع الاسمنتي، بينما لا يجد الأموال لتخفيف صراخ الجياع الذين يعانون من لهيب الأسعار.. ثم منذ متى كان المركزي هو المسؤول عن تمويل مثل هذه المشاريع..؟، ومن هي الجهة التي أوعزت له أن يقرض محافظة دمشق كل هذه المبالغ وبهذه السهولة..؟، بل إن الأخبار تقول أن المبلغ المتفق على إقراضه للمحافظة هو 20 مليار ليرة..

 ومن جهة ثانية، كم هي المرات التي تنصل فيها المركزي من تمويل أبسط حاجات الناس الأساسية وبحجة عدم وجود السيولة لديه، فمن أين جاءته السيولة لتمويل مشروع أبنية وطرقات..؟، أهذا وقت البناء..؟!

أحد الأصدقاء في دمشق والذي كنت أسأله عن المشروع وماهيته وشكله، لفت انتباهي لشيء، إذ قال لي: "أحمد الله يا رجل أن اسمه لا يزال خلف الرازي، وليس خلف السفارة الإيرانية أو غربي طهرا ن"، وتابع: "إنهم لا يزالون يحترمون مشاعرنا، وهذه نقطة تحسب لهم".

ترك تعليق

التعليق