رغم معرفتهم.. الناس في طرطوس تُقبل على لحوم مجهولة المصدر، يهرّبها الأمن


غزت اللحوم الفاسدة الأسواق الطرطوسية، ومديرية التموين تنظم عدداً من الضبوط لمحلات مخالفة، متجاهلة المحلات الكبيرة التي يمتلكها مقربون من نظام الأسد، وتجار يحتجون ويتهمون السلطة بالتمييز والاستهداف المتعمد لفقراء المدينة ومحاولة ابتزازهم.

لحوم فاسدة

نشرت صفحات موالية لنظام الأسد ومنها صفحة طرطوس 24 الإخبارية معلومات صادرة عن مديرية تموين محافظة طرطوس، ذكرت فيها تنظيم 416 مخالفة تموينية بحق أصحاب محلات طرطوس التي تبيع المواد الغذائية.

شملت المخالفات لحوماً فاسدة وأخرى من نوعية مخالفة لما هو مصرح عنه في المحلات التجارية، ورفع الأسعار أكثر مما هو مصرح به بموجب تسعيرة التموين الموحدة.

التقى الناشط "مصطفى البانياسي" مع أحد موظفي مديرية التموين وحصل منه على معلومات نقلها لـ"اقتصاد" وتضمنت هذه المعلومات، "مخالفات تموينية في المحافظة بما يخص اللحوم، حيث شملت بيع التجار لحوم جاموس فاسدة مستوردة رخيصة الثمن مجهولة المصدر والصلاحية وتاريخ الذبح، ولا يوجد بها فواتير نظامية، تنتشر بها الجراثيم والبيكتيرا، نتيجة عدم تبريدها الجيد، وقد تكون مجرثمة بالأساس قبل دخولها إلى الأراضي السورية وهي على الأغلب مهربة. ونوعية أخرى تباع مفرومة على أساس لحوم خاروف طازجة وتبين أنها مخلوطة مع لحوم بقرية، وكذلك شملت المخالفات بيع لحوم أبقار نافقة بدلاً من لحم العجل".

وتم فحص 71 عينة من اللحوم المعروضة بالأسواق تبين وجود 29 عينة مخالفة منها للمواصفات النظامية.

وأكد موظف التموين لـ "البانياسي" أن الغاية من الحملة هي ضبط الأسواق ومنع التهريب.

وأشار إلى وجود إقبال كبير من المواطنين على شراء اللحوم الرخيصة رغم فسادها لسوء الوضع الاقتصادي، وانتشار الفقر نتيجة عدم تناسب الدخل مع الأسعار في الأسواق.

أمن النظام وراء اللحوم الفاسدة

واعترف التاجر "محمد . ع" للناشط البانياسي ببيعه للحوم مستوردة، وأكد له أن مصدر اللحوم هو لبنان، وأن من يقوم بإحضار اللحوم هم مجموعة من عناصر الأمن والجمارك وبعض المهربين المحسوبين على السلطة.

وحمّل السلطة مسؤولية حرمان الناس من الحصول على حاجتهم من المادة الأساسية لمائدتهم، وذلك باستهدافهم للفقراء والمحلات الصغيرة، وعدم مقدرتها على توفير اللحوم الطازجة والمستوردة بشكل نظامي، وتجاهلهم للمهربين الذين يسعون للكسب المادي دون الاهتمام لما يخلفه عملهم من أضرار صحية.

وأضاف: "إننا واضحون مع الزبائن وهم يعرفون بأن هذه اللحوم غير مراقبة وهي مجهولة المنشأ ومع ذلك يقبلون على شرائها".

ومن جهة أخرى، قال التاجر محمد: "إن عناصر التموين يتجنبون المحال والمطاعم المملوكة من قبل كبار التجار والمسؤولين والمهربين، ويحصلون منهم على رشاوى شهرية بشكل دوري على الرغم من معرفتهم بأن هذه المحلات تبيع اللحوم المخالفة وبأسعار اللحوم النظامية".

ويضيف التاجر: "ورغم معرفتنا بحالة هذه اللحوم إلا أننا لا نجد بديلاً مع ارتفاع أسعار لحوم الخاروف والعجل والتي لم يعد باستطاعة الطبقة الفقيرة الحصول عليها".

العيدية وراء الحملة

وأشار التاجر إلى وجود سوق رائجة للحوم الرخيصة بين الغالبية العظمى من الناس الذين أصبحوا تحت خط الفقر.

وكتب "فادي جنيد" على صفحه الشخصية في "فيسبوك": "ما حدا مستفيد من هذه الحملة إلا عناصر التموين من أجل الحصول على العيدية، وهذه المخالفات رمزية من أجل الحصول على عيدية كبيرة".
 
وعذا "يونس يوسف" في حسابه، فساد اللحوم إلى الانقطاع المستمر للكهرباء وفرمها بشكل مسبق مما يصعب كشف مصدرها وصلاحيتها ويبقى الأمر في ذمة البائع.

وطالبت "فدوى إبراهيم" الدولة بتوفير اللحوم الجيدة وإشرافها على الذبح وبأسعار تتناسب مع الوضع الاقتصادي الذي تتحمل مسؤولية تدهوره.

ترك تعليق

التعليق