تفاصيل عن جامعة الشام العالمية.. شمال حلب


لم يكن الطالب "غياث"، ابن قرية منغ في الريف الشمالي لحلب، الوحيد الذي ترك دراسته الجامعية بسبب مشاركته في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، الأمر الذي حرمه من دراسته بسبب قوانين النظام التي جرّمت كل من خرج عليه.

 كان "غياث" يظن أن الأزمة ستنتهي قريباً. ولكن بعد مرور ست سنوات من عمر الثورة لم يتغير شيء ومازال بعيداً عن مقاعد الدراسة حيث فقد الأمل بالعودة إلى جامعته أو جامعة أخرى تستقبله.

ومع افتتاح جامعة الشام العالمية في ريف حلب الشمالي قرب مدينة اعزاز، قرر "غياث" وعدد من زملائه العودة إلى مقاعد الدراسة، حيث اختار فرعاً كان يحلم به، وهي كلية العلوم السياسية، بعد أن كانت حكراً على طبقة المسؤولين زمن النظام.

 ويعتبر "غياث" إنشاء جامعة في المناطق المحررة حلماً طال انتظاره، كما أن هذه الجامعة تتمتع بمزايا عديدة تتناسب مع ظروف الطلاب الصعبة وخصوصاً المنحة الشهرية والسكن والكتب، الأمر الذي خفف عنهم المصاريف الدراسية بشكل كبير.

ويرى "غياث" أن وجود الجامعة في الريف الشمالي ساهم بتخفيف كثير من الأعباء المادية والمعنوية الخاصة بالسفر والتحرك ضمن مناطق متعددة، كل منطقة تحت سيطرة جهة.


 وتعتبر منطقة الريف الشمالي من أكثر المناطق المكتظة بالسكان الأصلين والنازحين من كافة المحافظات السورية، حيث يوجد عشرات المخيمات. ومما زاد الأمر سوءاً سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة تل رفعت، وبذلك تم فصل الريف الشمالي عن الغربي، مما جعل هذه المنطقة بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام الطلاب سوى تركيا، والدراسة فيها مكلف جداً، عدا صعوبة السفر.

مدير مكتب العلاقات العامة في جامعة الشام العالمية، جاسم السيد، وفي حديثه لـ "اقتصاد"، قال: "كانت الفكرة من إنشاء الجامعة تأمين فرص دراسية أمام الطلاب المنقطعين وحاملي الشهادات الثانوية لكي يتم تأمين خريجين جامعين يساهمون برفد المنطقة بالكوادر العلمية بعد أن توقف الكثير عن متابعة دراسته نتيجة ملاحقتهم من قبل النظام أو بسبب مواقفهم الثورية أو بزجهم في صفوف جيش النظام. كما أن تهجير معظم الكفاءات إلى خارج سوريا ساهم بنقص الكوادر العلمية. وبعد دراسة الواقع المعيشي للطلاب تبين أن الظروف المادية ستكون عائقاً كبيراً أمام الكثير منهم للالتحاق بالجامعة، لذلك تم الاتفاق مع الجهة الداعمة على تقديم تسهيلات مادية وفنية تساعد الطلاب على إكمال دراستهم الجامعية، حيث تقرر تقديم منح شهرية وإطعام وسكن جامعي وكتاب بالمجان، وبذلك تُعتبر جامعة الشام العالمية مؤسسة تعليمية غير ربحية".


وأضاف السيد: "كما حرصت إدارة الجامعة على اختيار أفرع وأقسام وكليات ترفد سوق العمل بكفاءات علمية وتحقق فرص عمل للخريجين مستقبلاً، حيث تم افتتاح أربعة أقسام للهندسة هي الهندسة المعلوماتية والهندسة المدنية والهندسة الكيميائية والهندسة الفيزيائية، بالإضافة إلى كلية الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية والشريعة والقانون".

وبيّن السيد حرص الجامعة على الاستفادة من الوقت وتخفيف المصاريف، لذا تم اختيار نظام الدراسة الفصلي الذي يشمل ثلاثة فصول في السنة، لكي يتخرج الطالب خلال ثلاث سنوات، وهذا يساهم في ضغط الوقت والمصاريف، كما حددت الجامعة أيام الدوام بما يتناسب مع ظروف الطلاب، باعتبار الكثير منهم يعملون بقطاع التعليم أو غيره.

وأوضح السيد: "مع انطلاق العام الدراسي الأول والذي شارف على الانتهاء، استطاعت الجامعة تأمين عدد كبير من المقاعد الدراسية للكثير من الطلاب المنقطعين وحاملي الشهادات الثانوية وخصوصاً الشهادات التي نظمتها المعارضة".

وأشار السيد: "أمام هذا الواقع يعتري التعليم العالي الكثير من التحديات والصعوبات منها حركة نزوح كبيرة لعدد من أساتذة الجامعات والتخصصات المهمّة، على شكل إعارة الى جامعات أخرى أو كإجازة طويلة الأمد بدعوى التهديدات الأمنيّة. ومنهم من بقي في جامعات النظام. هذا الأمر يعتبر تحدياً كبيراً يواجه التعليم العالي سواء في جامعات المناطق المحررة أو جامعات النظام، كما يعاني التعليم العالي في المناطق المحررة من نقص الدعم المادي باعتباره مرتبطاً بالداعم، حيث لا يوجد مصدر تمويل محدد أو جهة رسمية تتبناه".


الجدير بالذكر أن جامعة الشام العالمية تأسست في العام 2015 في الشمال السوري بالقرب من مدينة اعزاز بقرار من هيئة التعليم العالي في المناطق المحررة وبالتعاون مع منظمة ihh التركية، وهي مؤسسة غير ربحية، فتحت أبوابها أما الطلاب في بداية الشهر التاسع من العام الماضي 2016. 

ويعد التعليم في جامعة الشام العالمية مجاني، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الجامعة منحة شهرية للطالب 150 ليرة تركي للمتزوج، و100  ليرة تركي للأعزب، كما تقدم السكن والطعام.
 
أما عن الاعتراف بالشهادة، تسعى الجامعة جاهدة للحصول على اعتراف، حيث حصلت على وعود بالاعتراف من جامعة أفريقيا العالمية والتي مقرها في السودان. كما تحظى الجامعة باعتراف الحكومة السورية المؤقتة.

ترك تعليق

التعليق

  • السلام عليكم هل تقبل الشهادة الثانوية العالمية الصادرة من السودان في التسجيل بالجامعة ، انا طالب سوري . وشكرا الرجاء الرد على الواتس 05395298386