استنبات الشعير في ريف حمص الشمالي.. ما له، وما عليه


مع طول أمد الثورة تفاقمت الكارثة المادية التي يعيشها معظم السوريين، لاسيما في مناطق ريف حمص الشمالي المحاصر، وخصيصاً أصحاب الدخل المحدود من ضباط منشقين وموظفين مفصولين، ناهيك عن المطلوبين أمنياً واحتياطياً، مما دفع الكثير من هؤلاء إلى العودة في الزمن عشرين عاماً إلى الوراء، لتعود الأغنام والماعز والدواجن، تجاورهم في منازلهم.

ترافق ارتفاع عدد مربي المواشي، مع ارتفاع في أسعار العلف والتبن، بسبب الطلب المتزايد والأتاوات التي تفرضها حواجز النظام المتمركزة على معابر ريف حمص الشمالي، مما دفع المربين للجوء إلى عملية استنبات الشعير، للتقليل من استهلاك العلف.


 أبو موسى، مندوب مبيعات سابق في شركة خاصة، يربي الأغنام حالياً، وهو من مدينة الرستن، تحدث لـ"اقتصاد" قائلاً: "مع بداية الثورة اعتُقلت، وبعد خروجي من السجن لم أعد أستطيع التنقل في مناطق سيطرة النظام، مما اضطرني للعودة إلى تربية الأغنام. وبسبب غلاء العلف، قمت بعملية استنبات الشعير، فهي عملية فعالة، وتمكنت بواسطتها من توفير أكثر من 50% من العلف".

وتابع أيضاً: "العملية بسيطة جداً، عبارة عن نقع الشعير بالماء لمدة يوم، وبعدها أقوم بوضعه على أوانٍ مسطحة في غرفة. أسقيه في اليوم من 6 إلى 10 مرات فينبت الشعير ويتحول الكيلو الواحد من الشعير إلى ما يقارب 6 كيلو. وفي حال توفر الشروط الملائمة قد يصل إلى 8 كيلو، ناهيك عن أنه يتحول إلى علف حقيقي".


وفي نفس السياق، خالد أبو هارون، طبيب بيطري من قرية الزعفرانة، تحدث لـ"اقتصاد": "لجأ المربون إلى استنبات الشعير بسبب غلاء العلف، لكن الشعير المستنبت يمكنه أن يغني عن العلف بما لا يتجاوز الـ 35%، وكثرته تضر بسبب تحفيزه لظهور الدودة الشريطية".


تعاني الثروة الحيوانية في عموم ريف حمص الشمالي تدهوراً كبيراً بسبب غياب أي مشاريع حقيقية تتدخل في إعانة المربي أو تثبيت أسعار العلف، إلا تدخلات خجولة من خلال بعض المشاريع التي لا تستحق الذكر.

ترك تعليق

التعليق