خلال رمضان.. ركود المطاعم في تركيا يفاقم سوء المعيشة لبعض السوريين


ينتظر اللاجئ السوري، الشاب نهاد محمد، انتهاء رمضان بفارغ الصبر، ليس لأنه لا يحب هذا الشهر المبارك، بل لأن مطعم الوجبات السريعة المتواضع بمدينة غازي عنتاب الذي كان يعمل فيه، لن يفتح بابه إلى ما بعد رمضان.

كان محمد يتقاضى 35 ليرة تركية يومياً لقاء عمله في تنظيف الصحون، يتدبر بها -على قلتها- مصروف أسرته المكونة من ثلاثة أفراد، ويأمل الآن أن لا يخسر عمله في حال قرر صاحب المطعم الاستغناء عنه.

يتحدث محمد بمرارة عن محاولاته المتكررة العثور على عمل خلال هذا الشهر، "الجميع يقولون بأنهم لا يحتاجون عمالاً الآن، وكلهم يتحدثون عن حاجتهم للعمال ما بعد انتهاء شهر رمضان".

يسأل: "وكيف سأتدبر أمري خلال الشهر"، ومن ثم يضيف لـ"اقتصاد": "لم يساعدني الأجر الزهيد الذي أتقاضاه على الادخار، مما جعلني أستدين على أمل أن أستطيع السداد فيما بعد".

لا يشكو محمد بمفرده من خسارته لعمله في هذا الشهر، إذ يتجه غالبية أصحاب المطاعم في تركيا إلى تقليص عدد العمال في شهر رمضان، تماشياً مع قلة الإقبال على المطاعم في هذا الشهر.

ومثل محمد، لم يبق أمام علي إلا أن يبيع "أقراص الذرة" للمارة بالقرب من السوق القديم في مدينة كيلس التركية، بعد أن أُغلق محل العصائر، الذي كان يعمل فيه.

يقول علي (43 عاماً) لـ"اقتصاد": "ما أجنيه من بيع الذرة لا يسد حاجة أسرتي، لكن يبقى الرمد أفضل من العمى"، ويضيف "الغلاء غير مقبول هنا، ولذلك لا بد من العمل حتى لو كان بمردود قليل".

وبالرغم من مزاولة العمالة السورية لمهن لا حصر لها في تركيا، إلا أن العمل في المطاعم يتصدر النسبة الأكبر، وفق الباحث السوري أحمد السعيد.

السعيد يرى خلال تصريحات لـ"اقتصاد"، أن المطاعم تستوعب نسبة كبيرة جداً من العمال السوريين في تركيا، لأن شروط العمل فيها تكون سهلة مقارنة بالقطاعات الأخرى.

ويوضح، "تعتبر متطلبات العمل في المطاعم سهلة نوعاً ما، فأصحاب المطاعم غالباً لا يشترطون إتقان اللغة التركية، وكذلك لا يتطلب العمل جهداً عضلياً كما في الورش والأعمال الزراعية وغيرها".

ترك تعليق

التعليق