ريف حمص الشمالي.. أسوأ محصول قمح منذ 20 عاماً


اجتمعت عوامل الحصار وجفاف الآبار الجوفية وقلة الأمطار على محصول الحبوب الشتوي في ريف حمص الشمالي المحاصر، ما دعا بعض المهندسين الزراعيين إلى توقع انخفاضه إلى نحو ربع المستوى الذي كان عليه العام الماضي، و10 بالمائة عما كان في العام 2011.

وقدّم مهندسون زراعيون، ومزارعون في الريف المحاصر، تحدث معهم موقع "اقتصا"د، تقديرات لمحصول القمح، الضروري جداً للمحاصرين، تراوحت ما بين 5 - 6 آلاف طن في أفضل تقديرات.


قبل 2011، كانت مدن وبلدات وقرى ريف حمص الشمالي، والتي تملك تربة زراعية خصبة جداً، تعد من أخصب الترب الزراعية في سوريا، كانت تنتج نحو 30 ألف طن قمح.

مصدر في مؤسسة إكثار البذار بريف حمص الشمالي، على دراية تامة بمحصول القمح، قال لموقع "اقتصاد": "هذا العام أقصى ما ستحققه بلدات الريف المحاصر، من حيث إنتاج القمح المحلي، لن يتجاوز 6 آلاف طن، خمسة آلاف طن قمح مزروعة بعلاً، وألف طن قمح مروي".


وأضاف أن أحد العوامل الرئيسية، التي أدت إلى خفض الإنتاج، قلة الأمطار الهاطلة في موسم أزهار القمح في شهري آذار ونيسان الماضيين، إضافة إلى خروج حوالي 40% من مساحة الأراضي القابلة للزراعة بالحبوب من الخدمة، بسبب وقوعها بالقرب من حواجز النظام وميليشياته، وبالتالي لا يستطيع المزارع الوصول إليها، وإذا حاول زراعتها فمصيره القنص، أو حرق محصوله.

 ورداً على سؤال لموقع "اقتصاد"، عن إنتاج المساحات المروية من القمح، قال المصدر: "المساحات المروية، لا تشكّل سوى 5% من المساحة المزروعة بالقمح هذا العام، أي بحدود /2000/ دونم من أصل كامل المساحة المزروعة بالقمح، والتي تقّدر بحوالي 40 ألف دونم بريف حمص الشمالي".

مضيفاً بأن إنتاجها ممتاز، وتصل إنتاجية الدونم إلى حوالي 500 كغ، أي ما يعادل 4 أو 5 أضعاف إنتاجية دونم القمح المزروع بعلاً.


وأشار مصدر إكثار البذار إلى أن مؤسسته، والتي قامت بتمويل زراعة 11500 دونم قمح، بالتعاون مع الهلال القطري ووحدة تنسيق الدعم عن طريق القرض الحسن، ستجد صعوبة كبيرة في استرداد القرض من المزارعيين بسبب سوء الموسم الزراعي، بالإضافة إلى صعوبة تأمين كميات البذار اللازمة للموسم الزراعي القادم، والتي تقدّر بحوالي أربعة آلاف طن قمح مغربل ومحسّن.

380 دولار للطن

ورداً على سؤال أخير لـ "اقتصاد"، حول تسعيرة القمح لهذا الموسم، توقعت مصادر مؤسسة إكثار البذار بريف حمص الشمالي، أن يصل سعر الطن من القمح إلى حوالي 380 دولار، أي ما يعادل 200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وبزيادة 100 دولار للطن عن أسعار القمح في المناطق المحررة بمحافظات حماة وإدلب وحلب.


ترك تعليق

التعليق