من أسواق الحمرا والصالحية.. إلى محلات البالة


منذ أن حصل "بشار" على شهادة الصيدلية، واستطاع فتح صيدليته الخاصة؛ أصبح يعيش في بحبوحة ورفاهية.

ومن وقتها اعتاد على رحلة التسوق في كل يوم عطلة. وكان يجوب أسواق الحمرا والصالحية مروراً بالشعلان ويشتري بسخاء ولا يتردد سوى على محلات الماركات العالمية كـ "ديادورة" أو "اديدس".

يقول "بشار" متحدثاً لـ "اقتصاد": "كانت هذه الأمور في الماضي قبل أن أنزح من بلدتي وأفقد بيتي وصيدليتي".

وتابع: "كانت أيام العز. وكنا من سكان الريف. أما اليوم، انظر ماذا فعلت المدينة بنا".

اضطر " بشار" لترك بلدته في الريف الدمشقي والتي شهدت حملات شرسة من قبل قوات النظام؛ وقرر الاستقرار بأحد أحياء العاصمة دمشق. وبعد أن فقد كل شيء سنحت له فرصة بإدارة صيدلية من جديد ولكن بطريقة مختلفة.

يقول "بشار": "أعمل بدوام كامل. وأحياناً كثيرة أعمل ساعات إضافية وبأيام العطل وأتقاضى راتب شهري كالأجير، 65 ألف إلى 75 ألف ليرة سورية شهرياً أي ما يعادل 150 دولار تقريباً".

وسأل "اقتصاد" "بشار" عن طريقة شراءه للملبوسات لأطفاله الخمسة بهذا الراتب الزهيد. لا سيما أن أسواق العاصمة شهدت ارتفاعاً كبيراً بالأسعار بعد انهيار العملة السورية أمام الدولار، وتوقف الكثير من المعامل عن العمل.

أجاب "بشار" بعد أن سرد لـ "اقتصاد" قائمة بأسعار الملبوسات في أسواق العاصمة:

يبلغ متوسط سعر البنطال الرجالي 5000 ليرة.
والقميص بـ 4000 ليرة.
وكندرة رجالي بـ 4000 ليرة.
كندرة ولادي 2500 ليرة.
2000 - 3000 ليرة بنطال ولادي.
بلوزة 6000 – 7000 ليرة.
تنورة 5000 ليرة
بجامة رياضية 15000 ليرة.
بجامة نسائية متوسطة 10000 ليرة.
بجامة ولادي متوسطة 3000 ليرة.

وأردف "بشار" بالقول: "لا لم أعد أرتاد الحمرا، إنما الأسواق الشعبية. وأوزع أطفالي على مدار الأشهر. كل شهر أشتري لواحد".

موضحاً أنه يلجأ في كثير من الأحيان لأسواق الملبوسات المستعملة عندما يسخط أطفاله عليه ويشتري قطعة قميص أو بنطال لكل طفل بـ 1000- 1500 ليرة سورية.

ولم يعد شراء الملبوسات بالنسبة لـ "بشار" متعة كما في السابق؛ إنما هو همّ بات يطارده مع بداية كل شهر.

ولكن الطامة الكبرى التي تؤرق فكره الآن حسب قوله: "إننا على أبواب العيد؛ ويجب شراء الألبسة لكل الأولاد في راتب شهر واحد. يعني أنني سأبقى صفر اليدين".

ترك تعليق

التعليق