الموسم الزراعي الصيفي في إدلب.. مزارعون يروون حكاياتهم في البحث عن لقمة العيش
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 09 حزيران 2017 --
- 0 تعليقات
في سوريا، عادة ما تؤمن المواسم الزراعية بشقيها الصيفي والشتوي، فرص عمل مؤقتة، لكنها وفيرة في أغلب الأحيان.
محافظة إدلب التي تعرف بالخضراء لتوفر مساحات زراعية شاسعة ضمن مناطقها لم تشذ عن هذه القاعدة، حيث قدم حصاد الموسم الصيفي هذا العام لقمة العيش لمئات الأسر في المنطقة.
العمل في جني محصول الكمون جذب "أحمد" إليه. لم تكن هذه النبتة الفواحة الرائحة هي سر الجاذبية لدى أحمد، بل كان الأجر المادي الذي سيتقاضاه على ساعات العمل في حصاد هذه النبتة.
لم يكن بوسع الشاب العشريني الوقوف خلال العمل، لا لشيء سوى أن طول نبتة الكمون لا يتجاوز بضعة سنتيمترات قليلة.
كان أحمد يقلع الكمون عاري الكفين بينما ارتدى بعض العاملين قفازات حمراء وزرقاء اللون لتجنب الأشواك المنتشرة في المحصول.
قال أحمد لـ "اقتصاد": "ليس لدي ما أقوم به قبل موسم الحصاد، لذلك عندما عرض علي هذا العمل وافقت على الفور".
يتقاضى أحمد مبلغ 300 ليرة سورية على كل ساعة من العمل الشاق. أردف أحمد بالقول: "هذا فيما يخص الكمون. هنالك نباتات أخرى مثل الجلبان والعدس نتقاضى عنها سعراً أعلى حيث لا تقل ساعة العمل عن 400 ليرة".
وتابع قائلاً: "يرتفع الأجر نتيجة صعوبة قلع هذه النباتات بخلاف الكمون".
يعمل أحمد في البلدات القريبة من مدينة إدلب، ويُعتبر السعر الذي يتقاضاه وسطياً وفق ما يؤكد لـ "اقتصاد".
في المناطق الأبعد نسبياً ينخفض أجر العمال. "أبو نهاد"، الكهل الخمسيني، اضطر للعمل في الحصاد في بلدة المسطومة بريف إدلب.
قال لـ "اقتصاد": "الأجور هنا منخفضة، إنهم يعطوننا 200 ليرة على ساعة العمل مهما كانت نوعية المحصول".
المنطقة التي يعمل فيها الرجل غير ناجحة في الزراعة المروية وذلك بسبب شح الآبار في أراضيها. "هنالك نقص في المزروع ووفرة في الأيدي العاملة، لذلك تنخفض الأجور"، يتحدث أبو نهاد.
في المقابل قال فلاحون لـ "اقتصاد" إن الأجور ترتفع في بعض البلدات كسراقب على سبيل المثال.
عبثاً يحاول السيد "إبراهيم"، وهو شاب ثلاثيني من مدينة إدلب، العمل في سراقب، في حصاد الكمون والعدس. ولم تفلح محاولاته بسبب عدم معرفته بأصحاب الأراضي والفلاحين المسؤولين عن المحاصيل الزراعية في المنطقة.
قال لـ "اقتصاد": "علمت أنهم يدفعون ما لا يقل عن 400 ليرة سورية مقابل كل ساعة عمل، لذلك أسعى للعمل في تلك المناطق".
يواظب الرجل على جني نبات العدس على الرغم من الحر الشديد في المنطقة، لذلك يرتدي قبعة من القماش الأسود تجنباً للحر.
يعمل إبراهيم ورفاقه من السادسة وحتى الحادية عشرة ظهراً، ومن الثالثة حتى السابعة عصراً.
بخلاف الحاج أبو نهاد الذي يتقن الزراعة أباً عن جد، يقول إبراهيم وأحمد إن هذه هي المرة الأولى التي يعملون فيها كمزارعين، لكن في واقع الأمر، يشترك الجميع في حصولهم على فرص عمل جيدة ستُحرز لهم في نهاية الموسم كمية لا بأس بها من المال.
التعليق