مع غياب البنوك.. كيف يحتفظ أهالي إدلب بأموالهم؟


استطاع كثير من الأغنياء من أبناء مدينة إدلب الحفاظ على رؤوس أموالهم وتجارتهم في ظل الظروف التي شهدتها المحافظة؛ وبقي الهاجس الأكبر لديهم هي طريقة تخزين الأموال لاسيما أن البنوك والمصارف التي كانت موجودة في إدلب توقفت كغيرها من المنشآت الحيوية منذ خروج المحافظة عن سيطرة النظام.

يقول "صالح" صاحب إحدى شركات الحوالات في إدلب، "بحوزتي مبالغ كبيرة؛ معظمها أمانات لأصحاب حوالات".

متابعاً: "أعيش بخوف مستمر؛ حيث لا يمكنني الحفاظ على المبالغ إلا عبر حملها بحقيبة أينما ذهبت".

ويلجأ كثير من أصحاب الأموال لتحويل ممتلكاتهم إلى العملة الصعبة كالدولار أو إلى الذهب، للتخفيف من عبء المبلغ وسهولة حمله والاحتفاظ به.

بالاستثمار

يحاول "عبيدة" مدير إحدى الشركات الإنتاجية بريف إدلب، عدم إدخار أي مبالغ مالية بحوزته ويقوم بتحويلها لمنشآت أو استثمارها بمشاريع صغيرة أو بشراء أراضٍ.

ويتحدث "عبيدة" لـ "اقتصاد" قائلاً: "لا أوفر أي مبالغ بحوزتي وأحولها لاستثمارات بمناطق مختلفة؛ لأنني لا أتحمل مشقة التفكير بتخزينها مع عدم توفر أي بنوك أو مصارف".

ويحاول "عبيدة" التركيز على شراء الأراضي أو العقارات التي تكون قريبة من الحدود وأقل عرضة للقصف، "لم يمكن للأراضي أن تخسر أو أن تدمر. الأرض حقها معها"، على حد قوله.

ويرى الصحفي شادي السيد من مدينة بنش والمقيم في تركيا، أن الاستعانة ببنوك الدول الخارجية أفضل حل ولكنه يقتصر على من يمتلكون حسابات في تلك الدول.

ويقول السيد أنه "لم تطرح أي فكرة لإنشاء بنك في المناطق المحررة. ومع أن الأمر مهم وضروري".

وردّ السيد على سؤال "اقتصاد" حول معلومات حصل الموقع عليها أفادت بأن هيئة تحرير الشام في الشمال السوري تسعى لإنشاء بنك مركزي بالقول: "الغاية من البنك تأمين الناس على مدخراتها ويجب أن تكون هناك جهة مسؤولة".

موضحاً أن "الهيئة هي فصيل عسكري ولا أظن أنها كسبت ثقة الناس لتستطيع إنشاء بنك تودع الناس أموالها به".

ترك تعليق

التعليق