الأغنام النجدية في سوريا.. أعدادها بالمئات، وأسعارها قد تصل إلى 4 آلاف دولار


علم موقع "اقتصاد" أن أعداداً كبيرة من سلالة الأغنام النجدية موجودة في الشمال السوري ومحافظة ديرالزور. وتشير أرقام غير موثقة، إلى أن أعدادها في محافظتي إدلب وحلب يقدّر حالياً بـ  100 رأس، وفي محافظة ديرالزور حوالي 300 رأس، وتتم حالياً، وبشكل عشوائي عمليات تهجين هذه السلالة النادرة من الأغنام مع سلالات أخرى وأهمها سلالة الغنم السوري المعروف عالمياً "بالنعيمي".

وقال أحد المربين، ويدعى أبو اسكندر الحمصي، لموقع "اقتصاد"، "دخلت الأغنام النجدية إلى سوريا قبل أكثر من عشر سنوات من الآن تهريباً عن طريق قوافل الحج والعمرة أثناء عودتها من الأرض المقدسة، وبدأت تتكاثر شيئاً فشئياً".

وأضاف الحمصي يقول، وهو نازح من ريف حمص الشرقي إلى محافظة إدلب، ويعمل في تربية وتجارة الغنم "النجدية"، في قرية معرشورين، التابعة لمدينة معرة النعمان: "يعتبر الحاج أبو عبدالله من بلدة تلمنس في محافظة إدلب، أشهر مربي وتاجر في هذا النوع من سلالة (النجديّات)، ولديه شهادات نسب لبعض الرؤوس من الأغنام النجدية، صادرة عن منطقة نجد بالسعودية"، مضيفاً بأن تجّاراً وهواة مربي هذه السلالة النادرة، يقصدونه من كافة المحافظات السورية.


الخاروف بألف دولار

ورداً على سؤال لموقع "اقتصاد" عن أسعارها، ومواصفاتها، قال أبو اسكندر الحمصي: "تعد النجديّات من أغلى سلالات الأغنام العربية، ويتراوح سعرها حالياً في محافظة إدلب المحررة ما بين 2- 4 آلاف دولار أمريكي للرأس الواحد، حسب العمر والسن والجنس"، مشيراً إلى أن الخاروف النجدي، حديث الولادة (5 أيام) سعره يتجاوز ألف دولار آمريكي، أما الكبش النجدي (الذكر) فيتجاوز سعره المليون ليرة سورية.

 وبخصوص مواصفات هذه السلالة من الأغنام العربية قال الحمصي: "لا يزال أهل نجد بالسعودية، يرونها الأفضل بين سلالات الأغنام العربية، حيث تتميز بضخامة الجسم، مقارنة بالأنواع الأخرى من الأغنام السورية (النعيمي) أو السودانية (السواكني).

وأضاف: "لون الجسم أسود، ولون الرأس أبيض. ومن النادر أن يظهر العكس، أبيض الجسم وأسود الرأس، وقد يكون الجسم والرأس أبيض، له شعر ناعم كثيف، وليس صوف، كما له إلية كبيرة (مؤخرة) وليس له قرون، والذكر والأنثى في هذا الأمر سواء".


جمالها بشعرها

ويقول المربي "أبو الفضل"، من ريف معرة النعمان بإدلب، لـ "اقتصاد": "يُقدر أعداد الأغنام النجدية في محافظة إدلب، بحوالي 75 رأساً أصلياً، وهناك المئات من الأغنام المهجّنة (مزيج من غنم السوري والنجدية)"، مضيفاً بأن لونها، يعمل كالفلتر لتبريد الجسم من الحرارة العالية، كالحمار الوحشي، فاللون الأبيض، يتمركز في الرأس والقدمين والمؤخرة مما يعمل على تبريد الجسم.

وحسب المربي أبو الفضل، وهو من قرية معر شورين بإدلب، تتميز الأغنام النجدية برأس كبير، وبوفرة الحليب، وتحمّلها للحرارة الشديدة، ولذلك أحب أهل نجد هذه السلالة دون غيرها من الأغنام، كونها ساعدتهم هي والإبل، على العيش في الصحراء، كما تتميز النجديات، بطول القامة والرقبة، وهي ذات شعر وليس صوف، ويشبه شعرها شعر الماعز الشامي، ولا تحتاج لقص شعرها سنوياً كالأغنام السورية، لأن منظرها بشعرها. كما تولد مرتين بالعام، وتكثر في ولاداتها التوائم.


التهجين خطر على السلالات

علم موقع "اقتصاد"، من مصادر المربين في الشمال السوري أن عمليات تهجين كثيرة، تجري لسلالات الأغنام النجدية، وأن عدد رؤوس الأغنام المهجّنة تجاوز 5 آلاف رأس.

 عن هذه الظاهرة يقول طبيب بيطري مختص بوراثة الحيوان في جامعة دمشق، رفض الكشف عن اسمه: "إن الترقيم خطوة مهمة للتحسين الوراثي، غير أن المربين لا يهتمون بها".

وأضاف الطبيب البيطري، ويدعى "أبو الحكم"، في حديث لـ "اقتصاد"، يقول: "السلالات المستوردة، أو التي دخلت تهريباً لسوريا، كسلالة الأغنام النجدية، تشكل خطراً على السلالات المحلية، وعلى السلالة نفسها من خلال الخلط العشوائي من قبل المربين، إضافة إلى احتمالية فقدان التراكيب الوراثية المتميزة للسلالات".

 وأشار أبو الحكم، الباحث في "وراثة الحيوان"، إلى خطورة عملية التهجين والتحسين الوراثي دون رقابة، لاسيما مع مرور الوقت، نحصل على خليط من السلالات المحلية والمستوردة، غير متميزة في الشكل واللون والإنتاج، وكذلك الكفاءة.

بقي أن نشير إلى أن الأغنام النجدية، قبل 20 عاماً، كان تواجدها محصوراً فقط في منطقة "نجد" بالسعودية، موطنها الأصلي، حيث يوجد هناك بطاقة حسب ونسب لكل رأس (سجل)، مثل سجلات الخيول العربية الأصيلة لمعرفة حسبها ونسبها.



ترك تعليق

التعليق