غض البصر.. أبرز التحديات التي تواجه الصائمين السوريين في أوروبا
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 01 حزيران 2017 --
- 0 تعليقات
رغم أن عدد ساعات الصيام في الدول الأوروبية تتراوح بين 18 و 20 ساعة، إلا أنك تكاد لا تجد من يشتكي من هذا الأمر، بل الكثير من السوريين المتواجدين في أوروبا أعلن وعلى صفحته الشخصية في "فيسبوك" منذ اليوم الأول لرمضان، أن التحدي الأكبر للصائم هو تزامن شهر رمضان هذا العام مع موجة حر تشهدها أغلب الدول الأوروبية، وهو ما يعني تزايد مشاهد العري في الشارع، الأمر الذي يزيد من صعوبة غض البصر في هذه الحالة..
يعتقد "كامل"، اللاجئ في ألمانيا، أن الكثيرين كتبوا ذلك على صفحاتهم الشخصية على سبيل الدعابة لا أكثر، لأن من يتواجد في أوروبا على مدى أكثر من عام، يعتاد على مشاهد العري ويتأقلم معها، وقد تصبح بالنسبة له مقرفة في نهاية المطاف، لأن الرجل بحسب "كامل" يتعامل مع المرأة وفق ما يتخيله عنها، وليس وفق ما هو مكشوف منها.. لذلك يرى أن هناك مبالغة، غير مقصودة، في تصوير البعض بأن غض البصر هي المشكلة الأكبر التي يواجهها الصائم في أوروبا..
ويعتقد كامل أنه بدلاً من الحديث عن هذا الأمر، كان الأولى أن يتم الحديث عن الكثير من الصعوبات التي تواجه الصائم السوري تحديداً في أوروبا، ومنها غياب طقوس رمضان المعهودة، بما في ذلك آذان المغرب وطقوس السحور والطعام وغياب الأهل والأصدقاء والألم الذي لا يزال يرزح تحته الشعب السوري، فهو يرى أن هذه الأشياء تركت بكل تأكيد غصة كبيرة لدى كل سوري يعيش في أوروبا، وحتى لو لم يعلن ذلك صراحة..
وعلى عكس كامل يرى الشاب "محمد" المتواجد في فرنسا، أن مشاهد العري مشكلة حقيقية بالنسبة للصائم، وخصوصاً للشاب غير المتزوج، والذي لا يمكن له أن يعتاد عليها.. وبحسب "محمد" البالغ من العمر 17 عاماً، على من يريد الصيام في أوروبا من الشباب، ألا يخرج إلى الشارع إطلاقاً وإلا فسد صيامه..
وماذا عن النساء..؟!
ترى "فاطمة" وهي مغربية، أن العري في الشوارع الأوروبية، متبادل بين النساء والرجال.. فكما يشتهي الرجل المرأة المتعرية، فإن المرأة كذلك تنظر للرجل المتعري بإمعان.. فلماذا لا نجد المرأة تتحدث عن هذا الأمر إطلاقاً، بينما يقرع الرجال رؤوسنا بعدم احتمالهم..؟
وتتساءل فاطمة: "ماذا لو قرأ رجلاً بوستاً لزوجته تشتكي فيه من نفس الأمر وبأنها لا تستطيع أن تقاوم مشاهد عري الرجال في أوروبا، ما هو موقفه بالضبط من هذا الأمر..؟"، وتضيف: "المشكلة ليست متعلقة بصيام وإيمان فقط، وإنما هي مشكلة لها علاقة ببيئة وتفكير الرجل الشرقي.. فحتى لو وضعته في مجتمع مغلق وخال من النساء، سوف يظل يعاني من الكبت الموجود في عقله أولاً"..
وترى فاطمة أن الفرصة في أوروبا لعيش حياة إيمانية، هي أفضل بكثير من الدول العربية والإسلامية، لأن الناس هنا تصوم عن قناعة بنسبة قد تصل إلى 90 بالمئة، بينما في الدول العربية، تصل نسبة القناعة إلى أقل من 50 بالمئة والباقي كله خوف من المجتمع.
التعليق