"اقتصاد" يتحدث إلى "مسحراتي" في إدلب


كما لشهر رمضان عادات وطقوس خاصة؛ فإن له مهناً تعلقت به فتبدأ بظهور هلاله وتختفي مع مغادرته.

"المسحر" أو "المسحراتي"، هي الشخصية الرمضانية القديمة التي تظهر مدة 30 يوماً لتؤنس ليالي الشهر الفضيل.

كانت مهمة المسحر في الماضي هي إيقاظ الناس لتناول طعام السحور قبيل أذان الفجر؛ ولكن بعد تقدم التكنلوجيا؛ وتوفر المنبهات والأجهزة الحديثة لم يعد الناس ينتظرون المسحر لإيقاظهم بل لسماعه.

 "صوت المسحر في الليل يبعث في النفس الأمان. فصوت طبله وكلماته عبق من الماضي"، يقول عدنان، 25 عاماً.

متابعاً: "في رمضان لا بد أن يكون المسحر. إنه مرتبط بالشهر الفضيل".

وفيما لا يزال الناس يحبون هذا الصوت ويرغبون به في رمضان؛ يزاول "أبو محمد" في إحدى قرى ريف إدلب هذه المهمة منذ سنوات؛ ويقول لـ "اقتصاد": "أنتظر رمضان بفارغ الصبر؛ لممارسة العمل الذي أفضله".

تبدأ جولة "أبو محمد" من الساعة الثانية ليلاً حتى قبيل طلوع الفجر بقليل؛ ويجوب شوارع المدينة وهو يقرع على طبلته؛ وينادي: "يا نايم وحد الدايم.. فيقوا على سحوركم.. إجا رمضان يزوركم..".

ويقول "أبو محمد" لـ "اقتصاد": "لكي أمارس مهنتي لا أحتاج إلا للطبل والعصا".

موضحاً: "وأظل أسحر الناس طيلة الشهر؛ وقبل العيد بيومين أبدأ بطرق الأبواب لأخذ العيدية وهي الأجر الذي أحصل عليه من هذه المهنة".

ولا يستطيع "أبو محمد" تخمين المبلغ الذي سيجنيه مع حلول العيد، "هذا الأمر يعود لكرم وجودة أصحاب البيت"، يوضح "أبو محمد".

مردفاً بالقول: "أحب هذه المهنة لسببين، فهي متعة بالنسبة لي، وفرصة عمل إضافية في رمضان".

تبقى تلك المهنة التي تعتمد على الكلمات الخاصة والبسيطة، مهنة محببة للكبار قبل الأطفال.

ويمتلك المسحر "أبو محمد" قلباً طيباً؛ ويتمتع برحابة صدر؛ ليتحمل مشاكسة الأطفال عندما يرونه لأول مرة في يوم العيد.

ترك تعليق

التعليق