ماذا قدمت لهم المنظمات الإنسانية؟.. المهجرون في محافظة إدلب من أعباء الحصار إلى هموم الحياة


منذ نهايات العام الماضي وصل إلى إدلب شمالي سوريا، آلاف المهجرين من دمشق وريفها بعد عقدهم اتفاقات مع النظام تقضي بمغادرتهم مواقعهم التي سيطروا عليها منذ 2012.

أعباء الحصار المرير الذي ذاقه معظم المهجرين لم تنته حتى وجدوا أمامهم في المحافظة الخضراء أعباء جديدة كان قوامها هذه المرة لقمة العيش وتأمين السكن وعفش البيت وسائر الاحتياجات.

غذائيات
 
"ربما لن تجد في مطبخ أحدهم سوى بضعة صحون و3 كؤوس من الشاي و4 ملاعق وربما لن يكون هنالك مجلى أو صنبور أو حتى مطبخ في بعض الأحيان"، هذا ما قاله السيد "أبو وسام" وهو مهجر من مدينة داريا، متحدثاً عن مئات المهجرين الذين استقروا في محافظة إدلب.
 
يردف "أبو وسام" بالقول: "أغلب المهجرين يعيشون اليوم على المواد الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المنظمات الخيرية".
 
ويتابع متحدثاً لـ "اقتصاد": "المنظمات قدمت للمهجرين سللاً غذائية متنوعة إضافة للاحتياجات الأخرى مثل أدوات المطبخ والفرش ومواد التنظيف".


بالنسبة للمواد الغذائية، أغلب المهجرين باتوا يحصلون على سلة واحدة على الأقل كل شهر أو شهرين.
 
لا يحتاج "محمد" وهو شاب عشريني قدم من ريف دمشق ليستقر في إدلب، لشراء العديد من الأصناف الغذائية، فهي متوفرة في بيته وربما تفيض عن حاجته.

قال محمد لـ "اقتصاد": "حصلت منذ قدومي نهاية 2016 وحتى اليوم على أكثر من 10 سلل غذائية، السكر والرز والبرغل والمعكرونة والزيت وكثير من المواد لم أشتريها حتى اللحظة، إنها متوفرة لدي بكثرة".

 ندرة في الاحتياجات الأخرى

بخلاف المواد الغذائية التي يحصل عليها المهجرون بوفرة؛ تندر الإعانات الأخرى التي تخص أدوات المطبخ والغسيل والكهرباء وعفش البيوت.
 
تمكن "سليم"، 55 عاماً، من الحصول على 5 طراريح و5 وسائد إضافة لسلة صغيرة تحوي أدوات للطبخ وبطارية 55 آمبير تستخدم للإضاءة.



تحدث سليم لـ "اقتصاد" قائلاً: "نعم هناك توزيع قليل بالنسبة لاحتياجات المطبخ والبيت، غالباً ما تعتني المنظمات الإنسانية بالمواد الغذائية ومواد التدفئة في الشتاء، معظم الأدوات اشتريتها من الأسواق، كأدوات الطاقة الشمسية، أدوات الطهو، عفش البيت، خزانة مصنوعة من البلاستيك".

يقول سليم إن كلفة الأشياء التي اشتراها كانت عالية جداً، لافتاً إلى أن الكثير من المهجرين لا يمتلكون المال الكافي لشراء مثل هذه المستلزمات وإنما يعتمدون على ما تقدمه المنظمات وأهل الخير.
 

تعتني المنظمات الإنسانية في مساعدتها للمهجرين بتقديم المواد الغذائية ومواد التنظيف وبعض الحطب أو المازوت للشتاء، في المقابل تشهد الاحتياجات الأخرى وهي ضرورية لكل مهجر ومكلفة في أغلب الأحيان، ندرة في التوزيع.

 يشتكي المهجرون من هذا الأمر مطالبين بأخذه بعين الاعتبار مادام التوزيع قائماً على قدم وساق والداعمون يضخون مئات آلاف الدولارات إلى الأراضي المحررة.

ترك تعليق

التعليق