فقط في 6 سنوات.. تجار سوريون في الأردن من الصفر إلى 100


جاء الكثير من أبناء الطبقة المتوسطة من التجار السوريين إلى الأردن صفر اليدين أو بمدخرات بسيطة جداً, لكنهم عملوا وثابروا والآن هم مستثمرون لديهم أملاك ومحال تجارية ضخمة.

حول هذا الموضوع حاور "اقتصاد" التاجر السوري، عدنان زهرة، ابن مدينة إدلب، الذي أكد أنه قبل الثورة كان يملك معملاً لتصنيع الدهان إضافة إلى التجارة في الإكسسوارات، وكانت أمور تجارته وعمله جيدة جداً.

ومع بدء الثورة تم اعتقاله أكثر من مرة من فروع الأمن المختلفة وبعد الإفراج عنه توجه إلى دبي للعمل لكنه لم يستطع ذلك لأن كلفة الإقامة له ولعائلته كانت كبيرة جداً وتفوق إمكانياته.

لذلك توجه إلى الأردن حاملاً معه بعض مصاريف الرحلة، 800 دولار فقط، وبالطبع هذا المبلغ لا يخوله العمل في التجارة، فصنع كما قول المثل العربي، "إذا افتقر جحا رجع لدفاتره القديمة"، فهو قبل أن يكون تاجراً كانت مهنته دهان المفروشات، فعمل عاملاً باليومية في محل لدهان المفروشات في عمان، أو ما يعرف بمهنة "البخاخ"، لمدة 5 أشهر، وصل خلالها الليل بالنهار.


يضيف عدنان أنه بعد فترة جمع مبلغاً من المال، استدان معه مبلغاً آخر، وافتتح محله الخاص ليبدأ بشق طريقه لوحده، فأسرع في إجراءات الحصول على بطاقة مستثمر وبدأ بالعمل فكانت البداية صعبة جداً، لم يكن الربح حليفه في كل المرات، لكنه اعتمد استراتيجية جيدة وهي أن يختص في صناعة المفروشات ذات الجودة الممتازة.

وتوسع في هذا المجال ليشمل جميع أنواع الأثاث من غرف النوم وتجهيزات المكاتب وغيرها، فهو يرى أن الجودة العالية والاهتمام بالتفاصيل هو ما يُرغّب الزبون في الشراء، صحيح أن السعر يكون مرتفعاً، لكن عُمر القطعة الزمني يكون أكبر والميزات الإضافية التي يضيفها على المفروشات تكسبها رفاهية رائعة تجعلها مرغوبة.


وقد أشار عدنان أنه عمل أيضاً باتجاه آخر وهو صناعة المطابخ، وأصبح يقدم عروضاً مغرية جداً، لكن كان الناس يخافون لأن أسعاره منافسة جداً، وكما يقال "الرخيص بخوف"، فقرر افتتاح معرض خاص للمطابخ في أحد أحياء عمان، وأصبح يأخذ أسعاراً جيدة جداً.


ويوضح عدنان لـ "اقتصاد" أن السوق في الأردن كبير ويستوعب الكثير وأسهل من السوق في سوريا، لأنه لا يجدر بك أن تكون صاحب ماركة ومشهور جداً حتى تعمل وتنجح، المهم أن تكون بضاعتك ممتازة ومن ثم سيقوم الزبائن بعمل دعاية مجانية لك.


عمل عدنان على تطوير عمله فقام بإدخال التصميم على الحاسوب، مما سمح للزبائن برؤية التصاميم قبل تنفيذها وهذا ما ساعده أيضاً على توسع أعماله.


يضيف أنه شارك في معارض عدة وهو الآن على وشك المشاركة بمعرض في ألمانيا مختص في المفروشات عبر دعوة رسمية من وزارة الصناعة والتجارة في الأردن وذلك لتميز مفروشاته.

يختم حديثه لـ "اقتصاد" موضحاً أن السبب الرئيسي لنجاحه هو الإصرار والطموح ولم يكن يصنع الأعذار لنفسه بل استمر بالتقدم دون النظر إلى الوراء.


ترك تعليق

التعليق