كيف حل سكان جنوب دمشق مشكلة انقطاع الكهرباء؟


بات البحث عن وسائل بديلة للكهرباء الشغل الشاغل للسوريين بعد أن أصبح توفير التيار الكهربائي حلماً بعيد المنال، الأمر الذي دفع سكان الجنوب المحاصر للعاصمة دمشق، إلى اعتماد نظام كهربائي بديل في منازلهم يوفر لهم ما يحتاجونه من كهرباء على مدار اليوم لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي والتقليل من مصاريف تشغيل المولدات الكهربائية، حيث يعتمد هذا النظام على تحويل بعض أجهزة المنزل الكهربائية لتعمل على تيار 12 فولت وتشغيلها عبر مدخرة (بطارية سيارة).

مدخرة (بطارية) وشاحن وأشرطة ليد زينون للإنارة ومروحة يتم تعديل محركها لتعمل بتيار 12 فولت وشاشة كمبيوتر محولة لتلفاز، هذه هي المستلزمات الأساسية التي يجب توفرها في المنزل لينعم ساكنوه بتيار كهربائي على مدار اليوم.


"أبو محمد" تقني في مجال الالكترونيات ويملك محل لتجارة البطاريات والشواحن في بلدة "يلدا" يقول لـ "اقتصاد": "أمام ارتفاع كلفة تشغيل المولدات الكهربائية بسبب ارتفاع أسعار الوقود انتقل معظم الأهالي في المنطقة للاعتماد على البطاريات في منازلهم حيث لا يكاد يخلو منزل في جنوب دمشق من بطارية أو أكثر حيث تستخدم البطارية لإنارة وتشغيل التلفاز والمروحة مع بدء موجات الحر. وتختلف أسعار البطاريات بحسب سعتها وحسب نوعها، فهناك بطاريات جافة (جيل) وبطاريات سائلة".

ويتابع "أبو محمد": "نتيجة ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية التي تعمل أساساً بتيار 12 فولت، أصبح خيار تعديل الأجهزة القديمة أقل كلفة خاصة أن معظم الأسر في المنطقة هي عائلات فقيرة. فعلى سبيل المثال يتم تعديل شاشة الكمبيوتر المكتبي المسطحة من خلال تعديل دارة التغذية فيها لتحول التيار من متناوب 110 أو 220 فولت ac  إلى تيار مستمر 12 فولت dc ، وبما أن الشاشة تحتوي على مدخل صورة rgb  أو ما يسمى vga يضاف للشاشة دارة خارجية صينية الصنع متوفرة في الأسواق تقوم بتحويل المدخل من vga  in  إلى hdmi   in ، هذه الدارة تصل بين الشاشة وجهاز الرسيفر فيتم عرض القنوات على الشاشة، وبهذا نكون حولنا شاشة كمبيوتر عديمة الاستخدام إلى شاشة تلفاز تستهلك من طاقة البطارية 1,5 أمبير فقط في الساعة الواحدة".
 
إن الكلفة الإجمالية لتوفير الكهرباء في المنزل تبلغ تقريباً 76 ألف ليرة سورية، تشمل بطارية جافة 55 أمبير بسعر 40 ألف وشاحن 20 أمبير بسعر 10 آلاف، وشاشة كمبيوتر مع رسيفر ووصلة تحويل 23 ألف إضافة لـ 4000 ليرة ليدات وأسلاك كهربائية، ويمكن تخفيض المبلغ الإجمالي باستبدال البطارية الجافة بأخرى سائلة بسعر 25 ألف ليرة سورية وهي أقل جودة من البطارية الجافة.

بدوره، حسين علي، من سكان مخيم اليرموك، يروي لـ "اقتصاد" تفاصيل تجربته: "إن العيش بدون كهرباء أمر صعب للغاية إن لم نقل أنه مستحيل. كذلك الاكتفاء باشتراك المولدة لمدة ثلاث ساعات يومياً غير كافية أيضاً، فالمنزل بحاجة للإنارة كذلك التلفاز سواء للأطفال لمتابعة أفلام الكرتون أو لنا نحن الكبار لمتابعة الأخبار. لذلك قمت بتحويل التيار الكهربائي في منزلي لنظام 12 فولت الأمر الذي مكنني من تشغيل الإنارة والتلفاز والمروحة على مدار الساعة. صحيح أن التكلفة عالية نسبياً لكنها تبقى أوفر من تشغيل المولدة لساعات طويلة. وليس بالضرورة أن يتم شراء جميع المستلزمات في وقت واحد، فأنا بدأت بالبطارية والشاحن والليدات وبعد فترة اشتريت شاشة كمبيوتر معدلة وجهاز رسيفر، وبعدها حولت مروحة منزلي بتعديل محركها. الآن منزلي منار بشكل كامل والتلفاز أستطيع تشغيله في أي وقت وأستفيد من اشتراك المولدة لشحن البطارية".


لم يقف السوريون مكتوفي الأيدي أمام الوضع الاستثنائي الذي يعيشونه منذ بداية الثورة، بل تكيفوا مع الإجراءات العقابية التي اتخذها ضدهم نظام الأسد ليتمكنوا من متابعة حياتهم ولو بأبسط الإمكانيات.

أسعار البطاريات والشواحن وبعض الأجهزة التي تعمل بتيار 12 فولت في جنوب دمشق (ننوه إلى أنه بعد رفع الإتاوة على معبر ببيلا – سيدي مقداد، أصبح هناك زيادة حوالي 3500 ليرة على أي بطارية أو شاحن يتم إدخالهم):

بطاريات جافة (جيل)
 
بطارية 55 أمبير 40000 ليرة سوري
بطارية 75 أمبير 48000 ليرة سوري
بطارية 100 أمبير  66000 ليرة سوري

بطاريات سائلة

بطارية 55 أمبير 24000 ليرة سوري
بطارية 75 أمبير 35000 ليرة سوري
شاحن بطارية 20 أمبير 10000 ليرة سوري
شاحن بطارية 30 أمبير 13000 ليرة سوري
مروحة 12 فولت 17000 ليرة سوري
جهاز رسيفر hd  12 فولت 7000 ليرة سوري
دارة تحويل من vga   إلى hdmi    5000 ليرة سوري
أشرطة ليد زينون 1 متر 800 ليرة سوري

ترك تعليق

التعليق