المكدوس والكبة.. أنقذوا كثيراً من السوريين في دول اللجوء


لم يكن في حسبان أي أسرة سورية في يوم من الأيام أن تكون لاجئة بعيدة عن وطنها، وأن تفقد كل مدخراتها ومصدر رزقها، لتبدأ من الصفر. وبما أن الذكاء هو "سرعة التأقلم"، قررت معظم العائلات أن تمتهن صناعة بعض الأكلات السورية المشهورة لتكون مصدراً لكسب عيش كريم.

حول هذه الظاهرة حاور"اقتصاد"، مجد حماد، رب الأسرة السورية التي لجأت إلى الأردن، فقد أوضح أنه كان يعمل سائقاً في سوريا، لكنه في عمّان لم يستطع ممارسة هذه المهنة لأنها مغلقة أمام السوريين.

ومع مرور الوقت أنفق مجد جميع مدخراته وأصبح وضعه المادي سيئاً جداً، فخطرت له فكرة هو وزوجته أن يقوما بصنع الكبة الحمصية وبيعها لتأمين مستلزمات الحياة.

وفعلاً، بدأ مجد العمل على قدم وساق، فـ "أبو أحمد" يخرج للبحث عن محال ومطاعم تشتري منتجاته مشياً على الأقدام، بينما زوجته وأولاده يصنعون الكبة. ومع الوقت لاقت منتجاتهم إقبالاً ممتازاً، وبدأت الأمور تتحسن.

يضيف مجد بأن الأكلات السورية لها شهرة كبيرة وهذا ساعده إضافة إلى جودة المنتج، فأصبحت العائلة كلها تعمل في صناعة الكبة التي لم يخطر على باله يوماً أن تكون مصدر رزقه هو وعائلته.

أما أم خالد، المعيلة لأسرتها، فقد أكدت لـ "اقتصاد" أنها بعد وصولها لمدينة إربد – شمال الأردن، لم تعرف ماذا تصنع، فهي ربة أسرة ولا تمتلك صنعة معينة، لكن بدأت القصة عندما بدأ جيرانها يتذوقون المكدوس السوري الذي تعده في المنزل وينال إعجابهم، وما لبثت أن توالت التوصيات بصنع المكدوس عليها، حتى أصبحت قبلة للراغبين في تذوق المكدوس السوري اللذيذ، فأصبحت مهنتها الدائمة.

وقد أوضحت أنها مسرورة بأن خبرتها في صناعة المكدوس أنقذتها وأسرتها من العوز والحاجة وبأنها عندما تعلمت صناعة المكدوس في بيت أهلها تذكرت كلام والدتها التي كانت تخبرها بأنه صنعة في اليد أمان من الفقر.

في حين تختلف قليلاً قصة أبو أحمد من ريف درعا، الذي روى لـ "اقتصاد" قصته مع صناعة اللبن، مؤكداً أنه كان يعمل في مجال ألبسة الأطفال في سوريا، لكن مع قدومه للأردن لم يجد فرصة عمل مناسبة له، فالعمل يتطلب دواماً يقارب 12 ساعة يومياً وهذا ما لا يقدر عليه مع تقدمه في السن، فكانت فكرة والدته التي تعيش معه بأنها ستعلمه صناعة اللبن العربي فهي مبدعة في هذا المجال.

يضيف أبو أحمد بأنه أخذ بنصيحة والدته وبقي فقط أن يحصل على مصدر للحليب الطازج، وبدأ صناعة اللبن التي تطورت فيما بعد لصناعة الجبن والقرشية وغيرها من مشتقات الحليب. وأصبح يبيع بكميات كبيرة جداً.

يختم أبو أحمد حديثه بأنه من عجائب القدر أن اللبن الذي كانت تعده والدته في سوريا أصبح عملاً له يكسب منه الرزق.

قصص أكثر من أن تحصى استطاع فيها السوريون تحويل أكلاتهم اليومية إلى مصدر رزق في دول اللجوء، فقد سبقتهم شهرة الطعام السوري فكان ذلك عوناً لهم على تخطي مصاعب العيش.

ترك تعليق

التعليق

  • 2017-05-25
    الأكل الحلبي أطيب