لماذا تعقّدت مشكلة ترحيل القمامة في الرستن؟


مع اقتراب دخول فصل الصيف، يواجه سكان مدينة الرستن بريف حمص الشمالي معاناة حقيقية بسبب تكدس أكياس القمامة بشكل كبير على قارعة الطرقات ومداخل الأحياء المأهولة بالسكان، مما يهدد المنطقة بكارثة حقيقية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مما أدى إلى انبعاث روائح وغازات هددت السكان بشكل حقيقي.

بداية المشكلة

تكمن المشكلة في عدم القدرة على إيجاد منطقة غير مأهولة بالسكان لتحويلها إلى مكب للنفايات، فالمكب القديم قريب من إحدى القرى التي تسكنها الطائفة العلوية والوصول إليه يعد أمراً صعباً، فأقدمت الجهات المعنية على تحويل كراج السيارات على أطراف مدينة الرستن إلى مكب مؤقت، لكن امتلاء المكب وقربه من الأحياء السكنية دفع أهالي الحي إلى منع السيارات من إفراغ حمولتها في المكب.

أبو قاسم، من سكان حي الصناعة المجاور للمكب الحالي، قال لـ"اقتصاد": "منذ أكثر من 4 سنوات وقمامة المنطقة تأتي إلى هنا. لقد امتلأ المكب وأصبح من المستحيل العيش بجواره. هل هي طريقة جديدة في التهجير؟".

وبسبب رصد كتيبة الهندسة التابعة لقوات النظام، لموقع المكب، من الصعب إدخال جرافات لجمع القمامة وحرقها، والعمل على إيجاد مكان أبعد يترتب عليه زيادة في المصاريف في ظل شح الدعم، مما دفع مكتب الخدمات في المجلس المحلي في مدينة الرستن للتوجه إلى المحكمة الشرعية لاستصدار قرار بالاستمرار بنقل القمامة إلى كراج السيارات رغم احتجاجات أهل الحي بسبب عدم توفر المال اللازم لتقديمه إلى عمال النظافة لنقل القمامة بعيداً أكثر عن المدينة.


ضريبة نظافة

بسبب تفاقم الأمر وتجاهل المنظمات والجهات الرسمية لهذه المشكلة، أقدم المجلس المحلي في مدينة الرستن على خطوة جريئة بفرض ضريبة نظافة قدرها 150 ليرة تجبى نهاية كل شهر من جميع سكان القطاعات المستفيدة من خدمة جمع القمامة وترحيلها.

 المحامي أحمد العبدالله، رئيس المكتب القانوني في المجلس المحلي في مدينة الرستن، تحدث لـ"اقتصاد": "رغم سوء الوضع المعيشي لـ70% من سكان المدينة لم يعد أمامنا حل سوى فرض ضريبة النظافة. مبلغ 150 ليرة لم يعد يعني شيئاً مع تدهور القيمة الشرائية لليرة، لكنه كفيل بتغطية جزء من نفقات ترحيل القمامة على مدار الشهر".

عمرو أبو سماعيل، من سكان مدينة الرستن، قال لـ"اقتصاد": "رغم ضعف إمكاناتي المادية لكنني أتقبل الفكرة في حال ترحيل القمامة لأن تراكمها سيسبب انتشار الأمراض ومن الممكن أن ندفع اضعاف هذا المبلغ ثمن أدوية لأطفالنا".


حملة نظافة

وبسبب عدم القدرة على جمع القمامة لمدة تجاوزت الشهر، تكدست أكياس القمامة بشكل كبير مما دفع المجلس المحلي في الرستن إلى تنظيم حملة تطوعية شاركت فيها المنظمات والفعاليات الثورية في المدينة.

 المهندس عبدالبصير بحبوح، رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي، قال لـ"اقتصاد": "تمكنا من خلال العمل والتنسيق مع المنظمات وفعاليات المدينة من القيام بحملة تنظيف لكافة الأحياء".

وبذلك، تمكن المجلس المحلي من حل مشكلة تراكم القمامة في شوارع مدينة الرستن، لكن بشكل جزئي ومؤقت، ذلك أن غياب بديل للمكب الحالي سيترك احتمالات تفاقم المشكلة متاحة خلال فصل الصيف.


ترك تعليق

التعليق