شركات روسية تخمد نيران آبار الغاز في بادية حمص مقابل 50% من الإنتاج الكلي
- بواسطة ريف حمص - خاص - اقتصاد --
- 23 نيسان 2017 --
- 0 تعليقات
قالت مصادر هندسية متخصصة في تكرير الغاز والنفط، إن الشركات الروسية التي تعمل على إطفاء النيران المندلعة في آبار الغاز بريف حمص الشرقي، منذ أكثر من شهرين، وقّعت عقوداً مع النظام، تقضي بحصولها على نصف الإنتاج الكلي من غاز الآبار التي تقوم بإطفاءها.
وقال مهندس بترول، رفض الكشف عن اسمه، لـ "اقتصاد"، إن عملية اطفاء حرائق آبار الغاز، التابعة لمعمل" حيان" لصناعة الغاز (100كم شرق مدينة حمص)، والتي قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بتفجيرها قبل انسحابه منها، عملية معقدة جداً، ويصعب الاقتراب من بعضها على مسافة تزيد عن 400 متر. مشيراً إلى أن أي شركة روسية تتمكن من اخماد نيران البئر، لها نصف إنتاجه حتى نضوبه، سواء من الغاز أو المنتجات البترولية الأخرى.
وأضاف مهندس البترول يقول: "بعد شهر ونصف من عمليات الإطفاء، لم تتمكن الشركات الروسية، وبالتعاون مع الورشات الفنية بمديرية حقول النفط بالمنطقة الوسطى، من إطفاء سوى 4 آبار غاز تتبع لمعمل حيان، وهناك محاولات مستمرة لإخماد النيران في بئرين آخرين في حقل حيان، أو مايعرف شعبياً، بحقل جحار".
ونقل مراسل "اقتصاد" في حمص، عن مصادر هندسية متخصصة، أن عملية السيطرة على النيران المشتعلة بأكثر من 15 پئراً للغاز والنفط بريف حمص الشرقي، وترميم وصيانة معمل "حيان" للغاز، ومحطة تجميع الغاز بحقل "شاعر" ، سوف تستغرق أكثر من عام. هذا وتشاهد آثار النيران المندلعة من آبار الغاز بجبل حيان، في معظم قرى ريف حمص الشرقي.
النظام يعترف
نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن رأس النظام بشار الأسد قوله، إن حكومة نظامه بدأت توقيع اتفاقات مع شركات روسية في قطاع النفط والغاز، ولم تكشف الوكالة المزيد من التفاصيل.
وقال الأسد حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "أسواق سوريا مفتوحة الآن لاستثمارات الشركات الروسية، لتلعب دوراً مهماً، إلى جانب الشركات السورية، في إعادة إعمار البلاد".
وأضاف الأسد بشأن العلاقات مع روسيا في المجال الاقتصادي، إن هناك بعض العقود حالياً في مراحلها النهائية قبل التوقيع، مشيراً إلى أن القطاع الأبرز في هذه العقود هو النفط والغاز.
وتابع: "لدينا قوانيننا فيما يتعلق بكيفية إبرام العقود مع مختلف الشركات. وقد بدأنا أصلاً مع بعض الشركات (الروسية) بعد زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين لدمشق مؤخراً، خصوصاً وأن الشركات الغربية غادرت سوريا، ليس بسبب الوضع الأمني، بل لأسباب سياسية"، حسب قوله.
وكان وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك" قد أعلن في مارس/ آذار الماضي، أن بلاده تبحث مع نظام الأسد آفاق مشاركة الشركات الروسية في مشاريع نفط وغاز، مع التركيز على مسألة ضمان سلامة أنشطة هذه الشركات.
حرق 200 مليون م٣
علم موقع "اقتصاد" من مصادر مطّلعة، أن كميات الغاز والنفط المشتعلة منذ بداية تفجير رؤوس آبار الغاز بريف حمص وحتى الآن، تقدّر بأكثر من 200 مليون م٣ من الغاز. وأضافت المصادر، أن الشركات الروسية وضعت يدها على معظم آبار الغاز والنفط في باديتي تدمر وحمص، قبل عام تقريباً، حيث خصصت قوات روسية خاصة لحماية خطوط نقل الغاز من شاعر وجزل والمهر إلى معملي "إيبلا" و"المنطقة الوسطى" بالفرقلس، بدلاً من ميليشيا "جمعية البستان" التابعة" لرامي مخلوف"، والمعروفة في حمص باسم ميليشا "فهود حمص"، بسبب فشلها في صد هجمات" التنظيم" المتكررة على الحقول خلال السنوات الثلاث الماضية.
يذكر أن الاحتياطي السوري من الغاز، يبلغ قرابة 700 مليار متر مكعب، نصفه موجود في بادية محافظة حمص، وإنتاج النظام حالياً من الغاز لا يتجاوز 3 ملايين م٣/اليوم من أصل 23 مليون م٣ كانت في العام 2011.
التعليق