في اللاذقية.. الموالون مع جوعهم يرفعون صورة بشار والحذاء العسكري معاً


يعيش الموظف في محافظة اللاذقية أوضاعاً معيشية مزرية ومع ذلك فهو مستسلم لوضعه مشغول بالبحث عن عمل إضافي يؤمن له دخلاً إضافياً يؤمن له لقمة عيشه دون زيادة.

الدخل العالي يكفي ثلث الحاجة

تحتاج الأسرة في مدينة اللاذقية المؤلفة من زوج وزوجة وأربعة أطفال إلى مصروف شهري يعادل 450 دولار على الأقل، "270 ألف ليرة سورية"، لكي تعيش بالحد الأدنى، وفقاً لدراسة قامت بها المدرسة "نوال العلي"، بينما يبلغ أعلى راتب لموظفي الدولة بعد الزيادات الأخيرة أقل من 130 دولار "70" ألف ليرة سورية، طبعاً باستثناء المتطوعين في الميليشيات التي تقاتل مع الأسد حيث يتقاضون 200 دولار بالإضافة إلى ما يكسبونه من التعفيش.

ويلجأ الكثير من الموظفين إلى قبض الرشوة من المواطنين بشتى الأساليب، أما من لا تؤهلهم وظائفهم لقبضها وليس لديهم دخل ثانٍ يعينهم على مصاريف أسرهم فيتوجهون إلى العمل بعد الدوام الرسمي وفي أيام العطل بأي مجال متاح، مثل ورشات العمار والدهان وكذلك بيع الخضروات والبسطات في الشوارع.

المهندس "محمد . ع" موظف في مديرة الزراعة ويعمل بعد الظهر وأثناء الليل سائقاً بالأجرة، وفي أيام كثيرة لا يذهب إلى المنزل، ويبقى طوال الليل في التكسي، ويغفو على مقعد القيادة أمام كراج البولمان بانتظار وصول المسافرين عسى أن يحظى بتوصيلة لأحدهم.

أقل من العبيد قيمة وأكثر ذلاً

ورغم كل المعاناة التي يعيشونها، إلا أن الخوف قد ملأ قلوب الموالين والمعارضين. ويفرض أمن نظام الأسد وميليشياته رعباً على الجميع، يمنعهم من الكلام ولو همساً عن سوء أوضاعهم المادية بذريعة أن الأولوية لمحاربة الإرهاب.

قاد الخوف من القبضة الأمنية الناس إلى الركون الى الوضع الذي هم فيه، والسعي وراء تأمين مصاريفهم اليومية، والتوقف عن الانتقاد والشكوى، ووصل الحال بهم إلى مرحلة أدنى من العبودية.
 
التقى الناشط محمد الساحلي بالمحامي "حسن خ" من فرع نقابة المحامين باللاذقية ونقل عنه لـ "اقتصاد" تصويره لحالة الناس بالمحافظة "كان العبيد يعملون بطعامهم وشرابهم وطبابتهم وزواجهم وتأمين سكن لهم ويحظون بحماية المالك ورعايته وحرصه على حياتهم لأنه يحتاجهم، أما نحن فراتب الموظف لا يكفيه ودخل أصحاب المهن الحرة لا يكفيهم، ونعمل كالحيوانات ليلاً ونهاراً، وما نحصله من أجر لا يكفي لتأمين طعامنا وشرابنا وسكننا وتعليم أطفالنا، ونعيش أدنى من العبيد في خوف دائم وقلق على أبنائنا في ذهابهم وإيابهم إلى المدارس والجامعات والعمل، والرعب جاسم على صدورنا من العصابات المسلحة التي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً، تخطف وتقتل وتنهب وتفرض الإتاوات دون رادع، ويصرخون علينا (نحنا الدولة ولاك)".

البوط وبشار في الواجهة

تتصدر صورتا البوط العسكري وبشار الأسد "واجهات المحلات والمقاهي وزجاج السيارات" في إشارة لهيمنة حذاء بشار على الدولة وحياة الناس، وبعضهم يفسرها بغير ذلك كما شرحها لـ "اقتصاد" الطبيب النفسي "م . ن " من اللاذقية، "وجود البوط والحديث بتقديسه يدل على خنوع الناس ورضاهم بالذل وقبول المهانة، وتفضيلهم للسلامة على المطالبة بحقهم أن يعيشوا حياة كريمة، لأن الموت الذي يمثله بشار الأسد أكبر من كرامتهم، وفي بعض الحالات يكون اقتران الصورتين معاً دليل على الغضب المكبوت، وتشبيهاً للأسد بالحذاء الذي لا بد أن يهترئ أو يتم رميه واستبداله بحذاء جديد ولو طالت المدة".

ترك تعليق

التعليق