من ابتكارات المحاصرين بريف حمص… "ليزرية"، تعمل على الحطب


دفع الحصار المطبق الذي فرضته قوات النظام والميليشيات الطائفية الموالية لها، على أكثر من 350 ألف شخص، يقطنون بريف حمص الشمالي والشمالي الغربي، إلى التفكير في تأمين بدائل عدة عن الغاز المنزلي والمحروقات، التي تضاعف سعرها 10 مرات تقريباً. ومن أهم هذه البدائل، "التنكة الليزرية"، والتي تعمل على كمية قليلة جداً من الحطب أو القش، وتستخدم بكثرة في هذه الأيام في عمليات الطبخ وتسخين الماء وغيره، وتقوم بتصنيعها ورشات الحدادة الافرنجية.


موادها متوفرة

يقول الحداد" أبو ياسين" (الحولة): "التنكة الليزرية، هي عبارة عن تنكة زيت كبيرة (16لتراً) توضع في أسفلها مروحة صغيرة، تنزع من كمبيوتر عاطل، أو آلة تسجيل قديمة، يتم فتح التنكة فتحتين، الأولى لوضع فرن مدفأة مازوت قديم أو تنكة زيت صغيرة (2لتر)، والفتحة الثانية لتركيب المروحة".

 وأكد الحداد "أبو ياسين" أن تكلفة صناعة "الليزرية"، بسيطة جداً، وتتراوح ما بين (1- 3) آلاف ليرة، وجميع موادها متوفرة في كل منزل، باستثناء مروحة الكمبيوتر، "حيث نجد صعوبة في تأمينها"، حسب وصف "أبو ياسين".

وعن آلية عمل الليزرية قال "أبو ياسين": "نضع كمية بسيطة من القش، أو قطع الحطب الصغيرة في أعلى التنكة، ونقوم باشعال الحطب، ووصل المروحة على (بطارية 12 فولط)، فتشتعل النار بقوة وبدون دخان".

وعلم موقع "اقتصاد" أن بعض المحاصرين استغنوا حالياً عن (بطارية 12 فولط)، واستخدموا بديلاً عنها، الشاحن الشمسي الذي يعمل على الطاقة الشمسية.


انتشارها واسع جداً

ظهرت" التنكة الليزرية"، للمرة الأولى بريف حمص الشمالي المحاصر، قبل 3 سنوات، وفي منتصف العام الماضي 2016،
ازداد انتشارها بشكل كبيرة وأصبح 60% من العائلات المحاصرة يطبخون عليها ويخبزون، ويستخدمونها بكثرة في تسخين الماء وغلي الحليب، وذلك بسبب وصول سعر أسطوانة الغاز إلى 20 ألف ليرة سورية، ولتر المازوت إلى ألف ليرة سورية.

يقول أبو طلال (تلبيسة)، والذي يعمل في تجارة الألبان: "أقوم يومياً أنا وزوجتي، بتسخين وغلي الحليب وبكميات كبيرة على الليزرية، لأنها اقتصادية جداً، وتوفر عليّ أكثر من 30 ألف ليرة سوريا شهرياً"، منوهاً إلى أن الأسرة، مهما كانت كبيرة، لا تحتاج سوى كيلو غرام واحد من الحطب أو القش.

ترك تعليق

التعليق