مصدر لـ "اقتصاد": صفقة نفطية بين النظام والتنظيم بتنسيق مع الـ PYD


عقد نظام بشار الأسد صفقة اقتصادية مع تنظيم "الدولة الإسلامية" لضمان وصول النفط من حقول محافظتي دير الزور والحسكة إلى مناطق سيطرته في محافظات الداخل السوري والساحل.

وأكد الناشط أحمد الرمضان من مؤسسة "فرات بوست" أن نظام بشار الأسد عقد صفقة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" تقضي بنقل النفط والغاز من حقول "كونيكو" و"العمر" بصهاريج باتجاه مناطق النظام مقابل مبالغ مالية تسلم لوسطاء بعد توقف أغلب مصافي التنظيم في المحافظة، وقطع الطرق الواصلة إلى الشمال السوري والعراق بسبب المعارك.

و"فرات بوست" هي حملة إعلامية تختص بنقل أخبار منطقة الفرات وخاصة دير الزور، وتعد من أبرز مصادر الأخبار الحيادية في المنطقة.

وقال الرمضان لـ "اقتصاد" إن حقل الجفرة بالريف الشرقي يضخ نفط الخام باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام عبر أنابيب منذ فترة 9 أشهر.

وفي السياق عينه، سمحت حواجز ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" وعناصر حزب "الاتحاد الديمقراطي" PYD خلال الأسابيع الماضية بمرور صهاريج النفط من منطقة الشدادي النفطية باتجاه مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في ناحية مركدة ومن ثم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عن طريق منبج بريف حلب وغيرها أمام أنظار السكان، وذلك عبر الاتفاق مع "منسق" بين الجهات الثلاثة، وفق مصادر محلية.

وأشارت المصادر إلى قلة فرص العمل وتدهور الوضع المعيشي عقب احتكار مسؤولي حزب "الاتحاد الديمقراطي" وإدارته الذاتية شراء وبيع النفط والتضييق على الكثير من أبناء جنوب الحسكة ممن يعملون في تصفية (المصافي البدائية) وتجارة المشتقات النفطية، ما دفع الشباب إلى الاختيار بين أمرين هما: إما الهجرة لدول مجاورة بهدف العمل لإعالة ذويهم، أو التطوع ضمن صفوف الميليشيات التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" بهدف الحصول على المال من الراتب الذي يعتبر مغرٍ لسكان تلك المنطقة شبه الصحراوية والتي تعتبر محاصرة بحواجز الحزب.

وفي المقابل، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي مازال يسيطر على مركدة منذ نهاية نيسان عام 2014م، يحاول زج المدنيين في معركته ضد "الاتحاد الديمقراطي" وقوات التحالف الدولي من وراءه عبر إغراء الشباب ضمن صفوفه مقابل رواتب شهرية يعطيها لهم مع مواد غذائية أساسية.

ويسيطر مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي" على كامل حقول نفط الحسكة التي تقدر بآلاف الآبار في الشدادي (جبسة وغونة وكبيبة وتشرين..) والمالكية (رميلان والسويدية وكراتشوك ...الخ)، فيما يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على كامل حقول دير الزور النفطية (العمر، والورد، والتيم، والتنك والجفرة، وكونيكو)، لذا فهي تتعرض لغارات جوية بين الفينة والأخرى لمنع التنظيم من الاستفادة منها مادياً.

وبهذا فتنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب "الاتحاد الديمقراطي" يسيطران مناصفة على كامل الموارد النفطية والغازية السورية تقريباً.
وقدر الاحتياط السوري من النفط بنحو 2,5 مليار برميل يكفيها لنحو 18 سنة، بمعدل إنتاج يبلغ 377 ألف برميل يومياً، وفق تقرير صادر عن "المركز الوطني السوري للتنافسية" عام 2012.

وتشير إحصاءات وزارة النفط إلى أن إنتاج سوريا النفطي تراجع من 600 ألف برميل يومياً في العام 1996 إلى 400 ألف برميل في العام 2006 و387 ألفاً في عام 2012 بعيد اندلاع الثورة السورية وقبل سيطرة كتائب الثوار على حقول النفط في الحسكة ودير الزور، ثم انحسار سيطرتها في عام 2014 لصالح تنظيم "الدولة"، الذي بدوره خسر حقول الشدادي في شباط 2016 لصالح حزب "الاتحاد الديمقراطي".

ترك تعليق

التعليق