فرقة "وجع".. تقدم مسرحيتها الأولى بلباس واحد وحافية القدمين


بحضور سوري كبير وتفاعل مع المسرحية التي لامست وجعه، قدمت "وَجَع" عرضها المسرحي الأول "كوابيس الحرية" على مسرح "شهيد كامل".

مسرحية جميلة وتنقصها مستلزمات

بعد معاناة وتدريب مكثف استمر لشهرين استطاعت فرقة "وَجَع المسرحية" أن تجد مكاناً لها في مدينة "غازي عنتاب" التركية، لتقديم مسرحيتها "كوابيس الحرية" مساء الأربعاء 12 /4.

 تميز العرض بحضور عدد كبير من السوريين واستمر لمدة ساعة ونصف تقريباً.


قال الأستاذ "مهند المحمد" أحد الحاضرين للمسرحية لـ "اقتصاد": "كان العرض رائعاً وجميلاً من ناحية التقديم والأداء، والفرقة منسجمة مع نفسها وتؤدي أدوارها بواقعية وإحساس رغم المشاكل الفنية التي لاحظناها من خلال تراوح الصوت، واعتماد الممثلين على صوتهم الشخصي وعدم تناسب ألبستهم مع الأدوار التي يؤدونها".

وأكد أن المسرحية لامست وجع السوريين ومعاناتهم بالطروحات التي قدمتها، حول استغلال المنظمات للأطفال وتصويرهم، وتمكنها من نقل معاناة المعتقلين في السجون، وتصوير الوحشية التي تعامل بها نظام الأسد مع الأحرار الذين طالبوا بحريتهم.
 
هذه المسرحية استطاعت أن تدخل إلى الوجدان، وتفاعل معها الجمهور الكبير الذي كان حاضراً، كوميديا سوداء ولكنها تزرع الأمل بالغد المشرق، عبر تعزيز الثقة بالإنسان والشباب.


من هي فرقة وجع

فرقة وجع هي الفرقة المسرحية السورية الأولى في تركيا، وسعى لتأسيسها والإشراف عليها الفنان والمخرج المسرحي "نعمان حاج بكري".
تتألف الفرقة من مجموعة من الشباب الهواة الذي خضعوا لدورة تدريب "إعداد ممثل" في مدينة عنتاب، تدربوا خلالها على الإلقاء والصوت والتمثيل المسرحي والتمثيل التلفزيوني والغناء.


تدربت الفرقة لمدة شهرين على المسرحية التي تم عرضها يوم الأربعاء في مسرح "شهيد كامل" بمشاركة كامل أعضاء الفرقة "وَجَع"، في عدد من الأماكن والمنازل وفي منتدى "دار نون" رغم ضيق المكان، وحتى في الحدائق في الأوقات التي لم يجدوا فيها مكاناً للتدريب.

كان تدريبهم يتم برغبة وإصرار على تقديم عرض مسرحي افتقدته الحركة الثقافية للسوريين في الخارج.

وبعد إتمام تدريباتهم كان حجز المسرح العائق الأول أمامهم لعدم توفر السيولة المادية، وامتناع كافة المنظمات الإنسانية والثقافية والأحزاب المرخصة والجمعيات عن مد يد العون لهم.


وكان لـ "اقتصاد" لقاء مع مخرج العمل ومؤلفه الفنان "نعمان حاج بكري"، بعد انتهاء المسرحية قال فيه: "بدأنا العمل لإعداد هذه المسرحية منذ شهرين تقريباً، وتدربنا في كافة الأماكن التي استطعنا التدريب فيها بدون استثناء، وحتى في الترام، وخلال المسير في الشوارع كنا نتدرب، لأننا كنا مصرين على إنجاح العمل، لم نطلب من أحد شيئاً، اعتمدنا على أنفسنا وكل فرد منا تكفل بمصاريفه الشخصية".

وأضاف: "بعد إتمام التدريب توجهنا إلى الجمعيات والمنظمات والكتل والأحزاب السياسية لكي يساعدوننا على حجز مسرح نقدم عليه عرضنا، وبعض الإكسسوار والملابس الضرورية للعمل المسرحي، ولكننا لم نلق أية استجابة مع العلم أنهم ينظمون ندوات لا قيمة لها وتكلف عشرات الآلاف من الدولارات وأنا قد حضرت بعضها للأسف الشديد".


وتابع: "لا أريد أن ألوم أحداً ولكن كل الذين يدّعون أنهم يعملون على تنمية الثقافة الثورية أو حتى الثقافة العامة لا هم لهم إلا تأمين رواتبهم الشهرية ومصاريف مكاتبهم وموظفيهم فقط، وما هذه المنظمات إلا واجهات لنهب الأموال الممنوحة للشعب السوري"، حسب وصف المصدر.

ترك تعليق

التعليق