بعد وصول معامل روسية كاملة لطرطوس.. جيش النظام يحاول استعادة مناجم الفوسفات بغية تسليمها لإيران


علم موقع "اقتصاد" من مصادر خاصة أن النظام والميليشيات الموالية له، إضافة إلى ضباط روس وايرانيين، بدأوا خلال اليومين الماضية بمعركة كبرى ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" للسيطرة على مناجم الفوسفات الضخمة بريف حمص الشرقي (45كم جنوب غرب تدمر)، الواقعة على طريق عام (تدمر- دمشق).

وقد انطلقت المعركة من أكثر من محور، أهمها محور مضمار سباق الهجن والعباسية جنوب تدمر، ومن المتوقع، حسب مصادرنا، أن يهاجم "الفليق الخامس" المدعوم من روسيا، مناجم الفوسفات التي يسيطر عليها التنظيم منذ عامين تقريباً، من محور قصر الحير الغربي (20كم شمال غرب الناجم).

وذكر ناصر عبدالعزيز - مدير مركز الدراسات والتوثيق في مدنية تدمر- لموقع "اقتصاد"، أن النظام مستعجل جداً للسيطرة على مناجم الفوسفات لتسيلمها إلى إيران، وذلك تنفيذاً لسلسلة اتفاقيات تعاون اقتصادية، وُقّعت بين حكومة النظام وإيران في مطلع العام الجاري، حيث تنص إحدى هذه الاتفاقيات على أن تستغل إيران مناجم الفوسفات بريف حمص الشرقي لفترة زمنية طويلة.

وأكد مدير مركز الدراسات والتوثيق في تدمر لمراسل "اقتصاد" في حمص، وصول سفن روسية إلى ميناء طرطوس قبل 3 أيام، تحمل معامل كاملة لاستخراج وإنتاج الفوسفات، مشيراً إلى أن وجهة المعامل الروسية هي مناجم الفوسفات بمنطقتي "الصوانة" و"خنيفيس"، الواقعتين جنوب غرب تدمر بحوالي 45كم.

وأضاف يقول: "المعامل مجهزة بالكامل من كسارات ووحدات غسيل وتجفيف، وكل ما يلزم لإعادة استخراج وتصدير الفوسفات".

 ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" عن وضع المعامل السابقة الموجودة في مناجم الفوسفات، قال "ناصر عبد العزيز": "قام التنظيم بفك المعامل ونقلها إلى المنطقة الشرقية من سوريا، والخاضعة لسيطرته، منذ أكثر من عام ونصف، كما قام بنقل عشرات الآليات والسيارات الثقيلة جداً، والتي كانت متواجدة بالمناجم منذ سيطرته عليها في ربيع العام 2015".

وحول مصير عمال المناجم قال عبدالعزيز: "حوالي 80% من عمال الفوسفات، والذي يزيد عددهم عن 1500 عامل، نزحوا إلى مناطق سيطرة التنظيم في السخنة ودير الزور والرقة، و20% من العمال، التحقوا بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام بحمص ودمشق".

احتياطي هائل من الفوسفات

وتشير بيانات رسمية، حصل عليها موقع "اقتصاد"، إلى امتلاك سوريا احتياطياً هائلاً من الفوسفات، معظمه في ريف حمص الشرقي، يقدر بحوالي (2،1 مليار طن)، إضافة إلى احتياطي من نوع أقل جودة، يبلغ حجمه ( 500 مليون طن).

 وتحاول إيران، والتي تعد أشهر دولة في الشرق الأوسط بصناعة الأسمدة الكيميائية واستخراج الفوسفات، تحاول عبر الاتفاقات الاقتصادية التي وقّعتها مع حكومة النظام في منتصف كانون الثاني/الماضي، استرجاع الأموال التي قدمتها للنظام خلال سنوات الثورة السورية، عبر خطوط الائتمان البالغة قيمتها (5.4 مليار دولار).

وكان متوسط إنتاج سوريا السنوي من الفوسفات الخام في سنوات ما قبل 2011، يتراوح ما بين (1.8- 2) مليون طن سنوياً. وكان يذهب 80% منه للتصدير إلى أسواق أوروبا وآسيا وكندا، و20% يصنّع في معامل الأسمدة بمدنية حمص.

ترك تعليق

التعليق