"حفّار أوراق الحبوب" تنال من مساحات كبيرة بريف حمص الشمالي


تعرضت مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالحبوب في ريف حمص الشمالي، وخاصة محصول القمح، تعرضت لليباس والاصفرار في عز فصل الربيع.

وعلم موقع "اقتصاد" أن حشرة "حفّار أوراق الحبوب"، أو ما تعرف شعبياً بـ "دودة الزرع"، هي السبب الرئيسي في تلف مساحات كبيرة مزروعة بالقمح والشعير.

يقول المهندس الزراعي "أحمد الخضر"- مدير إكثار البذار بريف حمص الشمالي- : "هذه الإصابة لها أسباب كثيرة، وانتشرت منذ أربع سنوات بريف حمص المحاصر، وممكن أن يصل عدد اليرقات في النبات الواحد إلى 60 يرقة، مما يؤدي إلى وباء أو كارثة زراعية، كما حدث الآن في حقول القمح المزروعة في الحولة".

وأكد المهندس الزراعي بأن السبب الرئيس لهذه الإصابة، هو عدم فلاحة الأرض بعد الموسم السابق، وبالتالي بقيت الحشرة بأطوارها موجودة بالتربة، وحتى إذا تمت حراثة الأرض الزراعية بعد المحصول السابق تبقى الإصابة موجودة 100%، بسبب زراعة قمح على قمح، لموسمين متتالين.

والفلاحون عادةً يزرعون الأرض قمحاً في عام، وبقوليات في العام الذي يليه، للتخلص من الأمراض في التربة وزيادة خصوبتها. لكن في حال زراعة الأرض بالقمح لموسمين متتالين فإنها تصبح معرضة أكثر للأمراض.

وأشار مدير إكثار البذار إلى أن أفضل طريقة للتخلص من هذه الحشرة، هي فلاحة الأرض بعد الحصاد مباشرة، وتعريضها للشمس مباشرة، وبالتالي نتخلص من 90% من الحشرات الأخرى، مضيفاً بأن معظم المزارعين في منطقة الحولة وغيرها، ونتيجة غلاء أجور حراثة الأرض، لا يحرثون أرضهم إلا أثناء زراعتها بالحبوب (قمح أو شعير).

وأكد المهندس الزراعي الخضر أن إنتاج الحقول المصابة سيكون صفراً هذا العام، منوهاً بأن الإصابة فقط محصورة في حقول القمح والشعير المزروعة في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي الغربي، أما محصول القمح في أراضي تلبيسة والرستن والغجر وزميمير، فهي خالية تماماً من هذه الإصابة.

ورداً على سؤال لمراسل "اقتصاد" في حمص، عن طريقة مكافحة هذه الحشرة، قال مدير إكثار البذار: "يجب أن تكون المكافحة مع ظهور أول أصابة، وأن لا نتركها حتى تستفحل".

زراعة قمح على قمح

ويقول مهندس زراعي آخر لـ "اقتصاد": "تنتشر هذه الحشرة في العراق وإيران وتركيا وسوريا والأردن وفلسطين، وفي جميع مناطق زراعة القمح والشعير"، مضيفاً بأن يرقة هذه الحشرة، تدخل أنسجة الورقة وتتغذى على (البرانشيما) ولا تبقى إلا على البشرة العليا، وبالتالي تقضي الإصابة الشديدة على النبات وعلى المحصول بكامله، حيث يصاب النبات بالاصفرار، وتذبل وتجف أوراقه تدريجياً، وبذلك تكون النباتات غير قادرة على طرد السنابل".

ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن كيفية حدوث الإصابة، قال المهندس الزراعي، ويُكنى بـ "أبو أيمن"، "عند ارتفاع درجة حرارة الطبقة السطحية من التربة، تبدأ اليرقات الساكنة بتسلق نبات القمح في أواخر الشتاء، فتدخل أوراقها، وتتغذى حتى الربيع، ثم تعود ثانية إلى التربة لتتحول إلى عذراء"، منوهاً بأن الحراثة العميقة لتعريض اليرقات الساكنة في التربة إلى حرارة الصيف، يقضي على معظمها، كما أن استخدام دورة زراعية ملائمة، بعدم زراعة الأرض المصابة سابقاً بالقمح أو الشعير لمدة سنتن، يساعد على تقليل الإصابة.

98 ألف دونم

جدير ذكره أن المساحات المزروعة قمحاً وشعيراً بريف حمص الشمالي، تقدّر بحوالي60 ألف دونم، منها 45000 دونم قمح، و15000 دونم شعير، إضافة لـ 8000 دونم مزروعة بالبقوليات، وتشمل حمص- فول – عدس – بازلاء – جلبان – كرسنة -بيقية، و30000 دونم مزروعة بالنباتات العطرية وتشمل: الكمون- يانسون – كزبرة - حبة البركة – كراويا - شمرة.

ترك تعليق

التعليق