كيف عالج نشطاء فقدان "الأنسولين" في مناطق من إدلب؟


يعتبر نقص الأدوية من أحد المشاكل التي تعاني منها المناطق المحررة الخارجة عن سيطرة النظام، وخصوصاً الأدوية اللازمة لمرضى القلب والسكري والضغط، حيث تعاني الكثير من النقاط الطبية والمراكز الصحية المنتشرة في مدينة إدلب وريفها من نقص حاد في مادة (الأنسولين) اللازمة لعلاج مرضى السكري الذين وصلوا لمرحلة متقدمة من المرض تجعلهم بحاجة دائمة لها بعد عجز الكثير منهم عن تأمينها من الأسواق.

 ووصل سعر الأنسولين إلى 4500 ل.س، وحوالي 65 ليرة تركية من تركيا، وفق ماذكر لـ "اقتصاد"، الناشط مؤيد شاكر.


وأضاف شاكر، المتطوع في جمعية إغاثية محلية، "لقد قمنا بطرق أبواب الكثير من المنظمات الطبية العاملة في الشمال السوري للحصول على أدوية الانسولين اللازمة لمرضى السكري دون أي نتيجة، كما طلبنا من مديرية الصحة في مدينة إدلب تأمين تلك المادة للمراكز الصحية المنتشرة في المنطقة وقدمنا لهم دراسات إحصائية عن عدد المرضى المستحقين للدواء ولغاية هذه اللحظة لم يأتنا الرد منهم".

واستطرد شاكر: "الأمر الذي دفعنا كناشطين محليين للتواصل مع نشطاء سوريين من المقيمين في دول الخليج وتركيا، للعمل على تأمين تبرعات لشراء الأنسولين للمرضى وخصوصاً بعد تفاقم المشكلة مع وصول النازحين من ريف إدلب وريف حلب الغربي".

وتابع شاكر: "استطعنا تأمين 500 قلم من مادة الأنسولين من تركيا، وأدخلناها إلى الداخل السوري، بعد تجهيز المركز الصحي في منطقة كفر يحمول، ببرادات خاصة لحفظ الدواء لإمكانية توزيعه على كافة المراكز والنقاط الطبية في المنطقة".


وتحتاج مادة الأنسولين إلى درجات حرارة خاصة، وفق ما أفاد به الدكتور بسام البكري، الذي يشرف على المركز الطبي في كفر يحمول.

وأكد البكري على أهمية مادة الأنسولين التي يحتاجها مرضى السكري الذين وصل بهم المرض لمرحلة متقدمة، قد تصل إلى إصابة أحد أطراف المريض كقدميه (بالغرغرينا) التي لاعلاج لها إلا البتر لمنع وصولها لباقي أعضاء الجسم، لأن الأنسولين وبالتحديد الأنسولين المختلط هو العلاج الرئيسي البديل الذي يساعد مرضى السكري على (حرق السكر في الجسم) والبقاء على قيد الحياة.


وختم البكري حديثه لـ "اقتصاد" بلفت نظر المنظمات الطبية والإغاثية في الشمال السوري للعمل على تأمين مادة الأنسولين لكافة المراكز الطبية والصحية في المناطق المحررة، وتزويد تلك المراكز بأجهزة تحليل السكر في الدم، والأدوية المضادة للالتهابات والوزمات، ورفد تلك المراكز بأجهزة المعالجة الفيزيائية لحالات الشلل والديسك وتكلس العظام.

ترك تعليق

التعليق