الزواج وتكاليفه الراهنة.. بين دمشق وبعض المناطق المحررة


لم تعد مشكلة المهر الذي يدفع للزوجة معوقاً لإتمام الزفاف فقد لجأ الكثير من الأهالي لتسجيله على عقد الزواج مرفقاً بعبارة "غير مقبوض".

ولكن لا بد من تجهيز العروس بأقل ما يمكن. يُدفع المبلغ اللازم من جيب العريس وفقاً للأعراف بمسمى "صرة أو ملبوس بدن".

"كان فيما مضى إذا دفع العريس 75 ألف ليرة سورية لـ (الصرة)، يعتبر مبلغاً كبيراً وكفيلاً بأن يملأ خزانة العروس لسنة كاملة"، تقول روضة، 45 عاماً، والتي تقيم في العاصمة دمشق.

وتتابع حديثها لـ "اقتصاد": "أقوم الآن بمشاركة أخي بشراء جهاز ابنته؛ لم نشتري إلا الضروريات ودفعنا ما يقارب 100 ألف ليرة إلى الآن".

ويعتبر خاتم الخطوبة أو ما يعرف بالمحبس، عاملاً أساسياً للانتقال إلى الزواج. يقول "محمد"، 22 عاماً، "لم أشتر لمخطوبتي ما كان يهدى في السابق من إضافات للمحبس وهدايا مرافقة معه".

مردفاً: "الخاتم الذي أعلن خطوبتنا وسيعلن زواجنا عندما ننقله لليد اليسرى.. ثمنه مئة ألف".

"وأشكر الله أن الذهب محرم على الرجال"، قال "محمد " متبسماً.

وأدى انخفاض قيمة الليرة السورية إلى ارتفاع أسعار المواد بشكل عام بما فيها تجهيزات العروس. وغطى "اقتصاد" أسعار بعض تلك التجهيزات، في هذه الأيام، وفقاً لمصادر داخل العاصمة دمشق:

المسبل، "غطاء السرير"، المتوسطـ، بـ 22 ألف ليرة - سابقاً الممتاز بـ 5000 ليرة.

الشرشف بـ 3000 ليرة - سابقاً أفضل نوع 450 ليرة.

روب الأبيض متوسط، بـ 23 ألف - سابقاً الممتاز بـ 3500 ليرة.

فستان الزفاف المتوسط بالأجرة، بـ 5000 ليرة - سابقاً سعر شراؤه بـ 5000 ليرة.

ويرى "عدنان"، شاب عشريني، أن فكرة الزواج بعيدة جداً عنه؛ ويقول: "إذا فكرت بالزواج فيجب أن يكون في جيبي 1000 دولار على أقل تقدير".

في المناطق المحررة

لم يحتاج "عبيدة" لإتمام زواجه سوى بضع دولارات كأجرة طريق دفعها لخطيبته التي أتت من دمشق إلى الشمال "إدلب".

يقول "عبيدة": "عقدت قراني عبر موقع التواصل الاجتماعي.. وبعد أن جهزت بيتاً متواضعاً؛ أخبرت خطبتي بأن تأتي وأحضرت حوائجها معها".

"لم يعد لشيء قيمة فنحن نعيش تحت رحمة الطيران ومعرضون لأن يتلف بيتنا أو أن نموت في أي لحظة"، تقول زوجة "عبيدة".

ويوضح "عبيدة" أن ما دفعه إلى هذه الطريقة في الزواج هو تدهور الأحوال المعيشية التي لم تترك للعائلة السورية خيارات كثيرة.

وأضاف قائلاً: "لقد وُضعنا أمام حلين، إما الاستغناء عن معظم عادات الزواج من شراء منزل ومصاغ وثياب وإقامة احتفال للأهل والأصدقاء، أو الاستغناء عن الزواج نفسه".

وقرر "عبيدة " وزوجته كسر العادات والعيش في عش الزوجية.

ترك تعليق

التعليق